سيد أبو طبيخة..........................
سيد أبو طبيخة مخبول الحى او مجنون الحى كان الجميع يقولون عنه انه راجل بركة..ولفظ راجل بركة وبتاع ربنا يوصب به اما الدراويش او المخابيل او من بعقله عاهة يصبح بقدرة قادر بتاع ربنا وكان بقية خلق الله بتوع الشيطان.
سيد أبو طبيخة من عائلة طيبة وأهله محترمين ويسكنون في اخر شارعنا وبإمكان اى احد ان يضبط ساعته على وقت خروخ أبو طبيخة من بيتهم لانه كان يخرج يوميا في تمام السادسة والنصف صباحا وغالبا لانعرف... متى يعود الى بيت عائلته الذى ظل من طابق واحد حتى وقت قريب.
يخرج ممسكا بعصا غليظة ملوحا بها في الهواء وهو يتلفظ بالفاظ غريبة وبصوته الاجش الغليظ وغير المفهوم ولا يلتفت لاحد من اهل الشارع الا لعم كمال أبو قبارى بقال الحى الوحيد وعندما يمر بعم كمال يقول له عايز قرش وعم كمال يقف وراء الطاولة الحجرية المصنوعة من الرخام اثناء تقطيع أنواع الجبن والسجق البقالى والبسطرمة والمخلل...او الطر شى .و اعداد الخبز الطازج لزوم إفطار عاملات شركات الغزل والنسيخ وشركة تعبئة الشايى وشركات المنسوجات والزجاج بالمنطقة اعداد ضخمة تمر صباحا على عم كمال أبو قبارى .والبخو يتصاعد من داخل محله واماه من مباخر فخارية كان دائما مايغيرها لان سيد أبو طبيخة كان يضربها بعصاه الضخمة .او النبوتلتصبح في خبر كان ويتناثر منها الفحم المشتعل والمختلط بالبخور مع كسر الفخار...
قبل وصول سيد أبو طبيخة الى دكان عم كمال كنت غالبا ما اقف في شرفة منزلنا لاستنشق هواء الصباح بعد ان اتناول افطارى في انتظار احد زملائى في المدرسة حتى يمر على ونزل معه الى مدرستنا التي كانت بعيدة قليلا عن الحى.
البنات العاملات في الشركات التي كانت تجاورنا معظمهن لم يكملن التعليم الاساسى .ولكنها الثورة وشعارها العمل الحق العمل عبادة العمل حياة.كانت الفتاة منهن في اول مشوارها العملى تلبس ملابس في غاية التواضع والقدم وعدم التناسق في الالون .وكات تمر مسرعة من امام دكان عم كمال لعدم استطاعتها شراء سندوتشات منه .مقلدات لبعضهن ومتنافسات لاشياء في خيالهن لايعرفها الاالله اما بعد شهر او اثنين يختلف الحال ونرى نفس البنت وقد أصبحت هانم من الهوانم وحتى شكل تس ريحة شعرها تغير حسب الموضة.لقطات كانت تمر من امام شرفتنا ليست غريبة لانها من الحياة.
اما سيد أبو طبيخة فقد كان يمر كما اسلفت في تمام السادسة والنصف ويقف امام دكان بقالة عم كمال ويبداء في شتيمته وهو يلوح اه بيده بينما يرتكز على عصاه الضخمه ثم يقوم بعمل إشارات بذيئة باصابعه ويبصق في وجه عم كمال ويمد يده قائلا هات قرش ياراجل يابورش..كانت هذه كلماته المفهومة .ويرفع عصاه ليضر ب اى شيء بجانبه اذا تأخر عم كمال في اخراج القرش من الدرج ..وعندها يخطف منه القرش ويجرى ملوحا بالعصا ليساعد الحمالين في دفع عربات الخضار التي يجرها الحمير او الخيل او حتى بعض الحمالين.لقاء مقابل .كان يتمتع بقوة عجيبة عندما يدفع اى عربة يجرها حمتار او حصان فقديقع الحيوان اذا لم يسرع في الجر.اما عم كمال فهو يقف سعيد ا....فعمله الذى يبدائه في الخامسة صباحا ينهيه عن الثامنة بعد مرور اخر الموظفات اخر مجموعات العمل في هذه الشركات التي اختفت كلها الان وبيعت ليبنى مكانها أبراج كئيبة انها أبراج الموت.
اما زمن أبو طبيخة فقد كان زمن السعادة والامل والاستبشار حتى بمخبول الحى بوصفه بتاع ربنا.
التجمع العربى للقوميون الجدد