ضربة الشمس هي حالة إسعافية طبية مهددة للحياة يحدث فيها توقف جهاز تنظيم حرارة الجسم (جهاز التبريد) عن العمل وتتم السيطرة على هذا الجهاز من قبل الدماغ.
ويؤدي توقف هذا الجهاز إلى ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم إلى حد يمكن أن تحدث فيها أذية دماغية أو إصابة أحد الأعضاء الداخلية الحيوية، وقد تصل درجة الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية.
أسباب ضربة الشمس:
يصاب بضربة الشمس عادة الأشخاص الذين لا يتكيفون بشكل جيد مع الحرارة الناجمة عن الجهد في مكان حار أو رطب. ففي درجات الحرارة العالية، يقوم جسم الإنسان بتبريد نفسه عن طريق تبخر العرق. وعندما تكون الرطوبة عالية، يحدث خلل في آلية التبريد هذه بحيث لا تعمل بشكل جيد، ويخسر الجسم مكوناته من السوائل والأملاح (الشوارد). وعندما يترافق ذلك مع تعويض غير كاف من السوائل قد يحصل اضطراب في الدوران، الأمر الذي يؤدي بالنتيجة إلى حدوث حالة مماثلة ومشابهة للشكل المعتدل من الصدمة.
أعــراض ضربة الشمس:
غالبا ما تحدث ضربة الشمس وتتطور بشكل سريع. وفي معظم الحالات فإن فقدان الوعي بصورة مفاجئة هو من أولى العلامات، حيث يهبط ضغط الدم الانقباضي الى ما دون 100 ملم زئبقي، ويصبح النبض ضعيفا.
وهنا يقتصر العلاج على الراحة التامة في مكان بارد وإعطاء المصاب بعض السوائل عن طريق الفم.
أما في الحالات الأشد فإن نقص السوائل والاملاح داخل الجسم يمكن ان يحدث تقلصات عضلية تزداد شدة مع مرور الوقت، ويصاحب ذلك ألم شديد في العضلات خصوصا عند لمسها.
ويتركز العلاج في هذه الحالة على نقل المصاب الى مكان بارد وإعطائه كمية من الماء تحتوي على الملح (بمعدل اربعة ملاعق من الملح في غالون ماء). وهناك حالات قد تفقد سوائل كثيرة، بالإضافة الى الأعراض السابقة، ويصاحب ذلك ارتفاع في درجة حرارة الجسم قد يصل الى ما فوق 38 درجة مئوية، وتطرأ زيادة في النبض ويشعر المريض بالعطش والتعب الشديدين، ويصاحب ذلك ألم في الرأس وتصرفات غير طبيعية، وإحساس بالوخز في جميع أنحاء الجسم. ويصل الأمر في بعض الحالات الى قيام المصاب بتصرفات شبه جنونية.
ويتمثل العلاج في مثل هذه الحالات في نقل المصاب الى المستشفى وإعطائه السوائل عن طريق الوريد ويتبع ذلك إجراءات طبية اخرى. وهناك بعض الحالات الشديدة جدا، حيث تصل درجة الحرارة الى 41 درجة، وهنا تكمن الخطورة على حياة المريض، حيث من المحتمل ان يفقد الوعي وان يتوقف قلبه عن العمل.
ان هذه الحالات تكون خطيرة عند الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون الى الشمس لمدة طويلة، وعليه تكون معالجة هؤلاء في المستشفى، وحالاتهم لا تخلو من مخاطر.
الوقاية من ضربة الشمس:
-تجنب التعرض للحرارة بعدم مزاولتك للنشاط العنيف أو الزائد في مكان (مناخ) رطب أو حار خصوصا على سطح القوارب واليخوت خلال فترة الحر الشديدة.
-الأشخاص غير المعتادين على درجات الحرارة العالية يجب أن يكونوا بمنأى عن أشعة الشمس المحرقة، كما يتعين عليهم نيل فترات متقطعة من الراحة في مكان بارد وتناول كميات وافرة من السوائل.
-لا تعمل تحت أشعة الشمس لساعات طويلة.
-قم بتناول السوائل بكثرة واستعمل حبوب الملح عند الحاجة اليها.
-راقب العلامات المبكرة لضربة الشمس واعمل على معالجتها بالسرعة اللازمة.
-تزود بأكياس الملح لمقاومة الجفاف.
-قلل من النشاطات البدنية كالمشي لمسافات طويلة خصوصاً عند اشتداد درجات الحرارة.
-اجلس في غرف مكيفة ومتجددة الهواء.
الإسعافات الأولية:
يتم علاج المصابين بضربة الشمس بوضعهم في مكان بارد بعيدا عن أشعة الشمس، والاتصال بأقسام الطوارئ لإبلاغهم بالحالة. ويمكن خفض درجة حرارة المريض، ريثما تصل فرق الاسعاف والطوارئ، باستخدام مروحة يدوية أو كهربائية مع بخ رذاذ الماء عليه مع مراعاة عدم استعمال الثلج ومن ثم القيام بالخطوات التالية:
-خلع ملابس المصاب.
-نقل المصاب الى وسط (مكان) بارد، أو جعله يغتسل بماء بارد (طالما بقي واعيا ويقظا).
-كإجراء بديل يمكنك القيام بترطيب الجلد بماء فاتر، ومن ثم توجيه هواء معتدل البرودة نحو جلد المصاب مباشرة.
-إعطاء المصاب مشروبات باردة عن طريق الفم، اذا كان بمقدوره ذلك.
-لا تعطِ المصاب اي شراب يحتوي على الكحول أو الكافيين.
-لا تستعمل كمادات الكحول.
ولكم كل التمنيات بالصحة والعافية