دمشق
دمشقُ غني فسيفُ النصرِ في لعبِ
أكانَ عرُسكِ أمْ كانَ الهوى عربي
لأنتِ أحلى فتاةٍ داعبّتْ قلمي
تُعطيه سحراً فقلتُ الشعرَ من طربي
سمراء غطتْ بطمي النهرِ وجنتها
وكحَّلَ الجفنَ مسرىً طاهرٌ ونبي
عيونُها الخضرُ بحرٌ ضاعَ شاطئه
في الغوطتينِ وبينَ الدَّوحِ والعنبِ
تبسَّمتْ بردى يُغري بسمتها
فرحتُ ألثمها كي يرتوي سغبي
والصَّدرُ ربوتُها الفيحاءُ زينهُ
طوقٌ لآلئه في منتهى العجبِ
غابتْ شموسُ بلادِ الناسِ كِلهمُ
من طولِ عهدٍ وشمسُ الشامِ لم تغبِ
***
قفي دمشقُ وضمي عاشقاً ولهاً
واوري شغافاً نمتْ بالحبَّ والنصب
قد كانَ قبلي عشاقٌ لطلعتها
بنو أميةَ أهلُ العزَّ والنسب ِ
( نزارُ ) غنى و ( شوقي ) في صبا بردى
وجاوزا نجمةَ العيوقِ في الخطبِ
لكني قلتُ مالاً قالهُ احدٌ
في وصفِ حُسنِك هاتي الشعرَ وانتخبي
***
ناديتِ شعبكِ في تشرينَ فانتفضتْ
هذي الجموعُ وضجتْ ثورةُ الغضبِ
جاؤوا إلى الموتِ لا خوفاً ولا وجلاً
صاحوا فداكِ ويا أرواحنا اقتربي
فالسَّامُ منطلقٌ والبحرُ ملتهبٌ
و ( الشيخُ ) يُملي سُطورَ المجد في السحبِ
والميغُ تقصِفُ عينُ الله تحرسُهُا
واللغمُ ثارَ على الجنزيرِ لم يخبِ
عجبتُ لما رأيتُ الأرضَ ما وجلتْ
من خطوِ قومي ألا يا أرضُ فاضطرّبي
***
يا شامُ لي أخوةٌ في مصرَ أعرفهمْ
سُمُر الوجوهِ ومن لحمي ومن عصبي
مدَّوا الجسورَ وللأمواجِ زغردةٌ
فوق الصخورِ كعزفِ الشعرِ في الكُتبِ
تقدّمَ الفيلقُ المنصورُ يسبقُهُ
نحو القنالِ يقينُ الحقَّ في الطلبِ
قاسى فأبلى فما ثُلثْ عزائمُهُ
كما ردِ الجنَّ يأبى الحسَّ بالتعبِ
أعطى المقاتلُ حينَ البأسِ مهجتهُ
تسقي التراب وما فداها بالذهبِ
للشاعر عمر الفرا