سألت طيارا خبيرا: هل يمكن أن تطير الطائرة بمحرك وحيد؟
قال: نعم، وهذا جزء من تدريبنا.. قد نضطر إليه اضطرارا..!!
هذا هو مدخل استجابتي لمن تشتكي من الأمهات من سلبية زوجها، وعدم قيامه بدوره في تربية أبنائه، وعدم تعاونه معها، ناهيك عن إفساده لأبنائه، وتدليله لهم بشكل يدمرهم!
بودي أولا، أن أذكر بأن التربية هي مسؤولية الأب في شرعنا الحنيف, وأنها حق للأب، حتى بعد انتهاء عقد الزوجية، وبقاء الأبناء في حضانة الأم، وأنه المسئول الأول، والراعي المتحمل لأمانة تنشئتهم على مبادئ دينهم وأسس عقيدتهم، وهو المُناط به مراقبة سيرهم الدراسي، ونموهم الأخلاقي، وتطوير ذوقهم في اختيار الصداقات، والمناشط التي ترقى بهم.
دور ضخم، والصدمة بشأنه إن لم يؤده الأب أشد ضخامة في ألمها وأذاها، فعندما تكتشف الأم أنها غدت بسبب حماسها، وعاطفتها، واندفاعها، غدت وحدها في الملعب التربوي..!. وأنها هي وحدها التي استلمت أمور رعاية الأبناء في كل مناحي حياتهم..
بدأت تلفت يمنة ويسرة فلم تر أباً يعينها، على الأقل في تربية الذكور من أبنائهما.
بل أنها لم تر حتى أخا أو معينا من المحارم.
وهنا نسأل الأسئلة المهمة:
ـ هل من سبيل لإعادة بعض الآباء إلى مهامهم التربوية الفطرية، بعد أن أفسدهم الترهل، وإدعاء الانشغال بأولويات أقل أهمية؟
ـ وهل تستطيع الأم أن تفعل شيئاً لحفز زوجها أو طليقها ليصبح أكثر إيجابية وجدية ليؤدي ما يتوقع منه؟.
- وهل من طرق ووسائط اجتماعية أو قانونية لإلزام الأب بالاهتمام بأبنائه، أو لكف يده عن إفسادهم وإغراقهم في الملذات في حال سلبيته، ورغبته في رشوتهم؟
- ثم في حال عجزت عن تحريك مروءة الأب ودينه، ليكون راعيا أمينا مسئولاً عن رعيته، هل تستطيع هي وحدها أن تقدم تربية متوازنة لأبنائها؟
- وكيف للأم أن تعوض نقص نموذج الرجل في تكوين أبنائها النفسي؟
أتمنى منكم أخوتي الأفاضل وأخواتي الفاضلات أن تدلوا بدلوكم في هذا الموضوع الحساس والذي تعاني منه جل أسرنا بمختلف المجتمعات العربية
وأن نحاول إيجاد إجابات للأسئلة التي طرحت وآلاف من الأسئلة التي لم تطرح
ولكم كل التقدير والاحترام والتحية
وآخر ما يمكنني قوله بأختصار:
"على الأم إن اكتشفت أنها الوالد الوحيد الفعّال أن تستعد لذلك بعدة نفسية وتربوية وقانونية حتى تتمكن من أداء مهامها وتطيِّر الطائرة بمحرك وحيد"
ولكم كل التحية