نور الهدى المدير العام
عدد المساهمات : 887 تاريخ التسجيل : 12/11/2013 الموقع : مصر
| موضوع: أطفال العرب في يوم الطفل العالمي 21/11/13, 12:57 pm | |
| أطفال العرب في يوم الطفل العالمييشكل يوم الطفل العالمي مناسبة للحكومات كي تقدم كشف حساب لانجازاتها في مجال حماية حقوق الأطفال ورعايتهم، لكن الصورة الطاغية عربياً مازالت بعيدة عن تقديم كشوف انجازات، ففي غالبية البلدان العربية يعيش الأطفال في ظل أوضاع حياتية صعبة، زادت منها الأزمات الدامية التي تعصف بالعديد من الدول العربية. حيث يعاني ملايين الأطفال من كوارث الحروب الأهلية في العراق وسورية والسودان، والعنف في بلدان أخرى مثل اليمن ولبنان، ويعاني أطفال فلسطين على نحو خاص من سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وما يترتب عليها من استلاب للهوية الوطنية وفاقة وحرمان اجتماعي. بالإضافة إلى ما سبق تعاني الإناث، اللاتي يشكلن نصف عدد الأطفال، من التمييز على أساس الجنس (الجندر) في المجتمعات العربية التي يغلب عليها الطابع المحافظ، وتتفشى فيها تقاليد وعادات اجتماعية متوارثة تحط من شأن المرأة ومكانتها الاجتماعية. وعموماً يعاني ملايين الأطفال العرب الحرمان من حقوقهم الأساسية في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم المناسب والغذاء والمياه النقية والكهرباء. وتتربع دول عربية على رأس قائمة الدول التي تعد الأخطر على حياة الأطفال في العالم اليوم، مثل العراق وسورية والسودان وليبيا واليمن جراء الحرب والعنف على نطاق واسع. كما تعرِّض الصراعات السياسية في بلدان أخرى مثل لبنان وتونس ومصر والبحرين الأطفال إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي، فضلاً عن ظواهر مزمنة يعاني منها الأطفال في بعض البلدان العربية من عمالة مبكرة وتسول ومجاعة وفقدان الأسرة وضياع الهوية الاجتماعية والثقافية. بينما في دول الخليج العربي الغنية بمواردها النفطية تتخذ معاناة الأطفال شكلاً آخر، فقد أدى نمط الحياة الاستهلاكي الباذخ إلى ارتفاع معدلات البدانة لدى الأطفال بنسب مرتفعة، نتيجة الكسل والخمول في نمط الحياة المتبع. الأمر الذي حذرت من ذلك دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية. معاناة الأطفال العرب كما تعكسها الأرقام والوقائع، الآلاف قتلوا في العراق وسورية وفلسطين والسودان واليمن وليبيا. وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن عمليات تجنيد الأطفال في القوى المسلحة المختلفة بالسودان، لا تزال تمارس على نطاق واسع. وأضافت المنظمة في تقرير صادر عنها في تموز/يوليو الماضي أن نسبة كبيرة من ضحايا المواجهات العسكرية في السودان هم من الأطفال دون سن الثامنة عشرة. كما بيَّن تقرير مشترك صادر عن المنسق الإنساني للأمم المتحدة وممثل (اليونيسيف) في اليمن استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل في اليمن. ووفقاً للتقرير، الصادر في حزيران/ يونيو 2013، تم التأكد من تجنيد واستخدام ما لا يقل عن 53 طفلاً في اليمن، بينهم 25 تم تجنيدهم واستخدامهم من قبل القوات المسلحة الحكومية، و 19 تم تجنيدهم واستخدامهم من قبل "أنصار الشريعة". ومما جاء في التقرير، لقي 50 طفلاً على الأقل (بينهم 5 فتيات) مصرعهم في العام 2012، وتشوَّه 165 طفلاً بسبب الألغام الأرضية والذخيرة غير المتفجرة مقارنة بمقتل 28 طفلاً وتشوُّه 9 أطفال في العام 2011. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تقرير له حول الأطفال والنزاعات المسلحة في العالم، حزيران/يونيو 2013، إلى وجود انتهاكات كبيرة ضد الأطفال في دول عدة بينها سورية، ولبنان والعراق وليبيا، وتحدث عن تجنيد الأطفال في النزاعات الحاصلة هناك. وحسبما أكده الدكتور احمد عقل، الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، إن عدد أطفال الشوارع في البلاد العربية يقدر ما بين 7 و10 ملايين طفل، وتفاقمت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة، بسبب ضعف اهتمام الحكومات بمكافحة هذه الظاهرة والتخفيف من حدتها. وفي إحصائية قدمها المدير العام لمنظمة العمل العربية، أحمد لقمان، تفاقمت أيضاً ظاهرة عمالة الأطفال في الوطن العربي، والتي تبلغ حالياً نحو 15 مليون طفل يمثلون نحو 12 % من قوة العمل العربية المقدرة بحوالي 120 مليون عامل. وبدوره أكد مستشار منظمة العمل العربية، الدكتور أحمد أبو حريم، أن 35 بالمائة من قوة العمل العربية تعمل بالزراعة، ومن بينهم ملايين الأطفال يتعرضون لمخاطر المبيدات الزراعية والتلوث والإشعاعات، دون توفير نظم رعاية صحية مناسبة. علاوة على ذلك تؤكد تقارير (اليونيسيف) أنه رغم التقدم الذي طرأ في مجال الرعاية الصحية عربياً، هناك ما يزال حوالي 600.000 طفل دون سِنّ الخامسة يتوفون سنوياً في العالم العربي. وما لا يقل عن نصف هذه الوفيات يمكن الوقاية منها بسهولة، من خلال التدخلات الخاصة بالتغذية المحسَّنة والتحصين المحسَّن ضد الأمراض. وما تزال البلدان العربية تواجه تحدي منع حدوث وفيات الأطفال الناجمة عن الأمراض المعدية والسارية والطفيلية، التي غالباً ما تكون مرتبطةً بالافتقار إلى توافر الإمكانية للحصول على مياه الشرب النقية. وللإضاءة على واحدة من مظاهر الخلل في معالجة الحكومات العربية لسوء الرعاية الصحية للأطفال، يبلغ الإنفاق السنوي المخصص لقطاع الصحة وسطياً (4%)، وهو أدنى بكثير من الإنفاق المخصَّص لقطاع الدفاع (13%). ومع أن المؤشرات الاقتصادية في المنطقة العربية تُظهر ازدياد الإنفاق العام على التعليم الابتدائي، فإن النساء والفتيات يواصلن التخلُّف كثيراً من حيث تعلُّم القراءة والكتابة، وتوافر الإمكانية، ويوجد (7.5) مليون طفل لم يسبق لهم الالتحاق بالمدرسة الابتدائية. أرقام ووقائع تدل على ما يعاني منه الأطفال العرب، من تعدي على حقوقهم وحرمانهم منها، وفقدان الأمان والاستقرار بسبب الحروب والعنف والتهجير واللجوء، تجعل من يوم الطفل العالمي مناسبة للحزن على حال أطفال العرب، الذين يشكلون أكثر من 45 بالمئة من مواطني الدول العربية. المصدر منتديات القوميون الجدد | |
|