ذكرى_ملحمة_العبور دور الرئيس جمال عبد الناصر فى حرب اكتوبر عبد الناصر و الأ تحاد السوفيتى: يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( فى يوم 21 / 6 / 1967 وصل إلىمصر الرئيس السوفيتى بودجورنى يرافقه وفد عسكرى برئاسة المارشال زخاروفرئيس أركان حرب القوات السوفيتية ، لإظهار التأييد السياسى لمصر وبحثالمطالب من الأسلحة والمعدات لإعادة البناء . وقد ظل المارشال زخاروف فىمصر لمدة شهر تقريبا لتقديم المعاونة فى تنظيم القوات ورفع كفاءتهاالقتالية بالتعاون الوثيق مع القائد العام للقوات المسلحة تحت الإشرافالمباشر للرئيس عبد الناصر )ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئةالعمليات بحرب أكتوبر 1973 ويقول محمود رياض وزير الخارجية فى ذلك الوقت فى مذكراته ( فى اليومالتالى 22 / 6 / 1967 بدأت المباحثات .. وحضرها مع بودجورنى ، المارشالزخاروف والسفير السوفيتى بالقاهرة . وحضر مع الرئيس عبد الناصر كل منزكريا محيى الدين وعلى صبرى والفريق أول محمد فوزى وأنا وأهمية تلك الجلسة الأولى من المباحثات الرسمية ترجع إلى أنها كانت بدايةمرحلة جديدة فى العلاقات المصرية السوفيتية ، ادت فيما بعد إلى تواجدسوفيتى قوى ، ليس فى مصر وحدها ، بل فى أماكن أخرى عديدة فى العالم العربى، وأدت بالتالى إلى تغيير تدريجى فى سياسة مصر بالنسبة لعدم الانحياز .وكان التواجد السوفيتى يزداد كلما ازداد الدعم الأمريكى للاحتلال العسكرىالإسرائيلى وخلال مباحثات عبد الناصر ـ بودجورنى يومى 22 ، 23 يونيو 1967 طلب الرئيسعبد الناصر تحقيق التوازن العسكرى بين مصر وإسرائيل ، مما يستلزم دعمالقوات المسلحة بالأسلحة والخبراء السوفيت وخاصة فى مجال الدفاع الجوى ،وأوضح للجانب السوفيتى أن ضربة العدو الأخيرة فى حرب يونيو قد أثرت علىمعنويات قواتنا المسلحة بدرجة كبيرة ، ولذلك فإن الأسراع فى تعويض الأسلحةالتى فقدناها هو أمر حيوى تماما سيؤثر كثيرا وبشكل إيجابى على معنوياتضباط وجنود الجيش وبالنسبة للقوات الجوية أبرز عبد الناصر للجانب السوفيتى ، أنه وصل إلىمصر بعد المعركة مباشرة ... 25 طائرة ميج 21 و 93 طائرة ميج 17 ، وأنه تمالأتفاق على ارسال 40 طائرة ميج 21 جديدة ومن الناحية الفنية فإن طائرات الميج مداها قصير إذا ما قورنت بطائراتالميراج والمستير التى تملكها إسرائيل والتى يمكنها أن تصل من قواعدها فىإسرائيل حتى مرسى مطروح . وهذا معناه أن الطائرات الإسرائيلية يمكنها أنتصل إلى العمق المصرى ، بينما طائراتنا لا تستطيع الوصول إلى عمق إسرائيل. لذلك طلب عبد الناصر نوعا جديدا من الطائرات القاذفة المقاتلة بعيدةالمدى حتى لا تبقى إسرائيل متفوقة وقادرة على ضربنا بينما نحن لا نستطيعالرد عليها . وطلب عبد الناصر أيضا تزويد مصر بصفة عاجلة وبطريق الجو وليسالبحر بعدد من طائرات الميج 21 لكى تشترك فورا فى الدفاع الجوى عنالجمهورية حيث يوجد لدينا طيارون بدون طائرات وعن الدفاع الجوى فى مرحلة اعادة البناء ، فقد كان الرئيس عبد الناصر يفضلأن يكون ذلك فى إطار دفاع مشترك أى مصرى / سوفيتى ، وبذلك يشترك ضباطناوجنودنا فى الدفاع الجوى مما يكسبهم الخبرة من الكوادر السوفيتية . وكانرأى بودجورنى أنه من الأنسب أن يكون الدفاع الجوى مصريا على أن تقدم لهمساعدات سوفيتية وفى شرحه لموقف مصر فى تلك المرحلة العصيبة ، تحدث الرئيس عبد الناصر فىهذه المباحثات وقال .." إننا فى مصر تعرضنا للعدوان من قبل فى سنة 1956والآن فى عام 1967 ، لأن الغرب اعتبرنا من جانبه منحازين فعلا إلى الكتلةالشرقية ، لأننا رفضنا أن نسير خلف السياسة الأمريكية ، وسياستنا تنطلق منمبادئنا إلى ترتكز عليها سياستنا الخارجية القائمة على عدم الانحياز وها نحن قد رأينا إسرائيل تهاجمنا وتحتل أراضينا بتواطؤ مع الولاياتالمتحدة وخلال الحرب تساءل الناس هنا فى مصر قائلين : أين أصدقاؤناالسوفيت ؟ لكن كان من الواضح عدم إمكان معاونتكم لنا عسكريا قبل أن يكون هناك اتفاقمعكم على الترتيبات العسكرية اللازمة ، وانا أعرف أن من شأن هذا الاتفاقأن يثير لنا مزيدا من العداء من الجانب الأمريكى ، ولكننى أعرف أيضا أنالولايات المتحدة قد انحازت تماما إلى جانب إسرائيل فى مجلس الأمن ورفضتأى مشروع قرار يطالب إسرائيل بالعودة إلى خطوط 4 يوينو ، واعرف أنالولايات المتحدة سوف تواصل سياستها العدوانية ضدنا فى المستقبل القريب ولذلك فإنه من غير المنطقى أن نبقى فى مصر محايدين بين الذى يضربنا وبينالذى يساعدنا . وإننا راغبون فى تعميق وتدعيم التعاون المصرى السوفيتىبهدف اعطاء الأولوية لإزالة آثار العدوان الإسرائيلى علينا " وهنا علقبودجورنى قائلا ، انه يصعب أن نجد فى العالم دولة غير منحازة مائة بالمائة. واستمر الرئيس عبد الناصر فى حديثه قائلا " إذا كنا نطلب منكم أن تكونوامعنا فى وقت الحرب ، فيجب أن نكون معكم فى وقت الحرب ووقت السلم ، وامامناالآن أيام صعبة يتعذر أن نتغلب عليها وحدنا .... ولأن النضال يستهدف هذهالمرة تحرير أراضينا بقوة السلاح ، فإنه يتحتم علينا أن نتفق مع الاتحادالسوفيتى . ونحن على استعداد لتقديم تسهيلات لسفن أسطولكم من بورسعيد إلىالسلوم . وبالطبع فإننا سوف نستمع إلى أشخاص هنا فى مصر يقولون لنا : أنتمأخرجتم الأنجليز من الباب وأدخلتم السوفيت من النافذة ولكن كل هذا يهونويمكن تحمله فى سبيل تحرير أرضنا ") ـ مذكرات محمود رياض وزير الخارجية فىذلك الوقت عبد الناصر فى موسكو لطلب 1970 يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( استشعر الرئيس عبد الناصر خطورةالموقف منذ بدأت إسرائيل فى قصف الأهداف المدنية والعسكرية فى عمق الدولةـ ففى يناير 1970 أغارت الطائرات الإسرائيلية على مناطق التل الكبيروإنشاص ودهشور وبعض مدن الدلتا . وفى فبراير وجهت إسرائيل هجماتها الجويةعلى منطقة أبو زعبل وحلوان ، وكانت الخسائر المصرية فى منطقة أبو زعبلحوالى سبعين شهيدا من المدنيين . وفى إبريل أغارت الطائرات الإسرائيليةعلى مدرسة بحر البقر حيث استشهد لنا حوالى ثلاثين تلميذا ـ فسافر عبدالناصر إلى موسكو يوم 22 يناير 70 وظل بها حتى يوم 25 لشرح الموقف للاتحادالسوفيتى ، وطلب أسلحة ومعدات دفاع جوى ـ صواريخ وطائرات ورادارات ـ أكثرتقدما مما كان متيسرا لدينا حينئذ )ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيسهيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 ويقول الفريق أول محمد فوزى الذى رافق ومعه لجنة عسكرية الرئيس عبد الناصرفى هذه الرحلة ( كان أهم لقاء تم مع القادة السوفيت منذ عام 1967 ، إذتعمد الرئيس عبد الناصر تصعيد المباحثات وتوتيرها لدرجة أنه هدد أمامالقادة السوفيت بترك الحكم لزميل آخر يمكنه التفاهم مع الولايات المتحدةالأمريكية ، إذ أن الشعب فى مصر يمر الآن بمرحلة حرجة . فإما نسلم بطلباتإسرائيل او نستمر فى القتال . وإن دفاعنا الجوى فى الوقت الحاضر لا يتمكنمن منع غارات إسرائيل على العمق المصرى واسترسل الرئيس عبد الناصر فى طلب وحدات كاملة من صواريخ سام 3 بأفرادهاالسوفيت ، وأسراب كاملة من الميج 21 المعدلة بطيارين سوفيت ، وأجهزة رادارمتطورة للإنذار والتتبع بأطقم سوفيتية وبرر الرئيس عبد الناصر طلبه بان الزمن ليس فى صالحنا لأن تدريب الأطقمالمصرية والطيارين المصريين على الأسلحة الجديدة سوف يستغرق وقتا طويلا .كما كرر الرئيس طلب طائرات قاذفة لردع إسرائيل ، حيث أن مدى عمل الطائراتالقاذفة المقاتلة الموجودة لدينا لا يمكنها من الوصول إلى عمق إسرائيل مثلالطائرات سكاى هوك والفانتوم التى تضرب عمق مصر حاليا وفى جلسة المباحثات يوم 25 يناير 1970 ، أعلن الرئيس بريجينيف موافقةاللجنة المركزية ومجلس السوفيت الأعلى على طلب الرئيس عبد الناصر . وقالإنها أول مرة يخرج فيها جندى سوفيتى من الاتحاد السوفيتى إلى دولة صديقةمنذ الحرب العالمية الثانية . وقرأ البيان الذى يتلخص فيما يلى : ـ أولا : ـ إمداد مصر بفرقة كاملة من صورايخ سام 3 بأفرادها ومعداتهاوأجهزتها على أن تصل إلى موانىء مصر خلال شهر واحد ، وأن تعمل تحت القيادةالمصرية لأغراض الدفاع الجوى عن العمق المصرى ثانيا :ـ إمداد مصر بقوة ثلاث لواءات جوية من 95 طائرة ميج 21 معدلة بمحركجديد ، بالقادة والطيارين والموجهين والفنيين السوفيت ، وأجهزتهاوراداراتها للإنذار والتوجيه والمعدات الفنية والعربات ، وأن توضع تحتالقيادة المصرية للمساهمة فى الدفاع الجوى عن العمق المصرى على أن تصلخلال شهر . بالأضافة إلى 50 طائرة سوخوى 9 ، وعدد 10 طائرات ميج 21 تدريب، وعدد 50 موتور طائرة ميج 21 معدلة من نوع جديد لتركيبه فى الطائرات ميج21 الموجودة فى مصر ثالثا : ـ إمداد مصر بأربعة اجهزة رادار ب 15 لرفع كفاءة الأنذار الجوى فى شبكة الدفاع الجوى المصرى رابعا :ـ تقوم مصر بتجهيز الدفاعات والتحصينات والمرافق الانشائية لهذهالمعدات بحيث تكون جاهزة فى الأماكن التى تخططها القيادة العسكرية المصريةقبل وصول هذه المعدات السوفيتية إلى مصر خامسا :ـ يعتبر تواجد الجنود السوفيت فى مصر مؤقتا لحين استكمال تدريباللواءات المصرية من قوات الدفاع الجوى والقوات الجوية فى مراكز تدريبالاتحاد السوفيتى والجمهورية العربية المتحدة فى وقت واحد ، وعندئذ يعودالأفراد السوفيت إلى وطنهم وكرر الرئيس بريجينيف على واجبات لواءات الدفاع الجوى والقوات الجوية أنتكون فى عمق مصر ) ـ فريق أول محمد فوزى من كتاب حرب السنوات
المصدر: منتديات القوميون الجدد