وعد «مسافة السكة» يدفع السيسي لشن الحرب على داعش لحماية أمن الخليج وتحصين سيناء.. الكويت أول المستهدفين.. إيران تحرك «الحرب الطائفية»..والجزر الإماراتية والبحرين والمنطقة الشرقية بالسعودية تحت التهديد
بسط تنظيم دولة العراق الشام الإسلامية المعروف اختصار بـ"داعش" نفوذه على مدن عراقية هامة أهمها "الموصل" وأعقبها "تكريت" مسقط رأس الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، ووسط التكهنات حول مستقبل العراق والترجيحات القوية بدخول بلاد الرافدين إلى مستنقع فوضى دموي، ينهى تماسك الدولة ويؤشر على سقوطها في مؤامرة التقسيم.
وبالرغم من أن التكهنات كثيرة حول تمويل التنظيم ومعاونته من بعض رجال الجيش المحسوبين على "السنة" علاوة على ظهور جيش "النقشبندية" الذي يقوده نائب الرئيس العراقى السابق عزت الدوري أو "شيخ المجاهدين" كما يطلق عليه الآن، يبقى الخطر الأكبر في صورتين لأقدم تنظيم -داعش- تم رسمهما خلال الأيام الماضية.
الصورة الأولى، هي جرافات التنظيم التي عمدت إلى فتح الحدود العراقية - السورية، ما يؤكد نية التنظيم في رسم حدود دولته المرتقبة، وربما وضع نهاية للتقسيمات الحدودية التي وضعتها اتفاقية "سايكس - ببيكو" بين الدول العربية تحت مزاعم إقامة دولة الخلافة الإسلامية.
الصورة الثانية، هي قيام "داعش" بضم الكويت إلى دولته المزعومة في خريطة تم نشرها مؤخرا على صفحات "داعش" بمواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك - وتويتر".
تعمد "داعش" نشر الصورتين، في توقيت متزامن، ناقوس خطر لا بد أن يصل صداه إلى قصر القبة، حيث يدير الرئيس عبد الفتاح السيسي شئون الدولة، صحيح أن الخطر بعيد عن القاهرة، لكن مصر متورطة في هذه المعادلة الإقليمية الجديدة لا محالة.
فمن جهته تعهد الرئيس المصري مرارا بحماية أمن دولة الخليج العربي واعتبره خطا أحمر، وأكد على تدخل الجيش المصري لردع أي عدوان على الخليج العربي بقوله: "مسافة السكة".. اليوم بعد أن طرق "داعش" أبواب الكويت كبداية، علاوة على انتفاضة إيران الطائفية ضد ما يحدث في العراق قرعها طبول الحرب الطائفية، باتت دول الخليج في غير مأمن، تبجح التنظيمات الإرهابية وطمعها في الممالك النفطية كى تؤمن لدولتها المرتقبة الموارد المالية عن طريق النفط.
إشعال طهران الفوضى في المنطقة انتقاما لأذراعها التي تبتر سواء نظام بشار الأسد الذي تصدع في سوريا، أو اهتزاز أركان حكم ديكتاتور العراق الجديد نوري المالكى، تحركات إيران العشوائية لتخفيف الضغط عن الحلفاء، من المؤكد أنه سيزعزع المنطقة الشرقية بالسعودية التي تتواجد بها كيانات شيعية حرصت خلال العام الماضى على خلخلة النظام، والبحرين تعد فريسة سهلة في هذا السياق نظرا للتواجد الشيعي الكثيف بها، وبالكاد الكويت والإمارات -التي تحتل إيران جزرها الثلاثة- أهداف إستراتيجية.
هذه المعادلة المعقدة التي تجتاح الشرق الأسط وتهدده بحرب طائفية تقود جناحها الشيعى إيران، وجناحها السنى المتشدد التنظيات الإرهابية، وسط أنباء عن تورط التظيم الدولى للإخوان في تمويل هذه الجماعات من خلال البوابة التركية وهو ما يفسر ظهور نائب الرئيس العراقى طارق الهاشمي والمحسوب على إخوان العراق ليؤجج الحرب بتصريحات من أنقرة طالب فيها برحيل رئيس الوزراء العراقى –الشيعى– عن الحكم، من هنا يأتى دخول الجيش المصري على خط المواجهة واقع لا محالة، أما تنفيذا لوعد "مسافة السكة" الذي قطعه الرئيس المصري على نفسه، وإما لتحصين سيناء قبل طرق "داعش" أبوابها خاصة بعد توعدها بمحارية الجيش المصري ووصفها للرئيس المعزول بـ"المرتد" لكونه خان وعد تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم.
المصدر: منتديات القوميون الجدد