الحرب .. ومشاكل أخرى يعاني منها سكان قطاع غزة .. للكاتب هشام محمد
تدخل الحرب الدائرة على الفلسطينيين في قطاع غزة يومها التاسع عشر وما تزال حصيلة القتلى والجرحى في ازدياد
هشام محمد - غزة
جلهم من المدنيين الذين اختبئوا في منازلهم هرباً من شدة القصف الإسرائيلي إلا أن القصف طالهم وقتل عائلات بأكملها، ومع الحرب يعاني الفلسطينيون في غزة من مشاكل أخرى تصعب حياتهم تحت القصف.
فهذه الحرب لم تكن الأولى على الفلسطينيين بسبب الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها تزيد معاناتهم نتيجة عدم مقدرتهم على إعادة ما دمرته الحروب السابقة بسبب استمرار الحصار على القطاع للعام الثامن على التوالي.
ولعل أبرز ما يعاني منه الغزيين في هذه الحرب أزمة انقطاع التيار الكهربائي مما يعني شلل وتدهور أوضاع المستشفيات، بالإضافة إلى عدم وصول المياه إلى المنازل، بالإضافة لتكدس المواطنين أمام المخابز وظهور أزمة في غاز الطهي بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم والتي تسمح إسرائيل بإدخال كميات لا تلبي احتياجات السكان في الأيام الطبيعية وفي هذه الأيام قلصت المواد التي تدخل غزة بنسب أكبر، بالإضافة الى نزوح آلاف المواطنين من المناطق الحدودية للقطاع تجاه المدارس والكنائس بحثاً عن الأمان، كما انقطعت بعض الخطوط الهاتفية وتضررت الاتصالات الخلوية.
ومع اشتداد الهجوم الإسرائيلي على غزة تزداد حياة الفلسطينيين صعوبة، وبات من الصعب عليهم توفير الاحتياجات الأساسية اليومية.
جمال الدردساوي مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء يقول لوكالة "روسيا سيغودينا": "لا يمكن الحديث عن برنامج للكهرباء في ظل استمرار العمليات الاسرائيلية في القطاع، مشيراً إلى أن 6 خطوط كهرباء تم تعطيلها من قبل الاحتلال الاسرائيلي مع بدء العملية البرية على القطاع"، مشيراً إلى تضرر.
وحسب الدردساوي فإن عدداً من توصيلات الكهرباء في الشوارع تضررت جراء القصف، لذا يتم توزيع الكمية المتاحة وفق سلامه الخطوط التي قد تصاب في القصف بأي لحظه وفي أين مكان.
موضحاً أن السكان والمستشفيات تلجأ للبدائل في حال تعطيل الخطوط مثل تشغيل المولدات على السولار الإسرائيلي الغالي الثمن وهذا يكلف المواطنين أموالاً كثيرة.
ويشبه المواطن محمد فروانة نزوح المواطنين من أماكن القصف خاصة من المناطق الحدودية في مختلف مناطق القطاع بنكبة الفلسطينيين عام 48 حيث أصبحوا بلا مأوى بعد أن امتلأت مدارس "الأونروا" بالنازحين كما هو حال المساجد والكنائس التي احتوت على مئات الأسر.
ويشير فروانة خلال حديثه لوكالة "روسيا سيغودينا" إلى تفاقم أزمة الكهرباء التي تصل إلى السكان لساعتين فقط بالإضافة لانقطاع المياه التي تنقطع لمدة 6 أيام على التوالي يضاف إليها توقف محطات الصرف الصحي.
ويتفق الصيدلي أسامة الدماغ مع المواطن فروانة على المعاناة لكن يشير أيضاً إلى حجم الدمار الذي يلحق بالمباني حيث أن مئات المنازل التي دمرت بشكل كلي بالإضافة الى آلاف المنازل تضررت بشكل جزئي.
ويتخوف الشاب محمود أبو ضاهر من قصف الطائرات الاسرائيلية لمنزلهم خاصة أن اسرائيل في حربها لا تفرق بين مدني أو عسكري.
ويصف الشاب أبو ضاهر الأوضاع بالسيئة وأن هناك تخوف من تمديد العملية الإسرائيلية في غزة ما يعني ازدياد اعداد القتلى التي فاقت 700 قتيل وإصابة الآلاف.
وعن الحياة في غزة يقول: "في الحرب تجد الأب يتابع الأخبار على الإذاعات أو على محطات التلفزة في حال وجود الكهرباء، موضحاً أنهم لا يستطيعون النزول في الشوارع منذ قرابة ثلاثة أسابيع خوفاً من تعرضهم للقصف.
كما ويشير الشاب الفلسطيني إلى تعطل المصالح الخاصة أو العامة سواء في المؤسسات الحكومية أو الشركات أو حتى المحال التجارية بالإضافة الى تأثر العمال والسائقين بشكل كبير.
أما المواطنة داليا جمال فتفضل الاعتناء بالأطفال في أيام الحرب لطمأنتهم والاعتناء بهم وتطمينهم، وتقول لوكالة "روسيا سيغودينا":" أصعب اللحظات التي نحياها خلال الحرب هي فترات انقطاع التيار الكهربائي خلال ساعات المساء التي تبدأ فيها تتكثف الضربات الجوية والبرية والبحرية من الاحتلال، مما يحدث أصوات مرعبة ناهيك عن عدم تمكنك من الاستماع للأخبار أو مشاهدة ما يحدث على التلفاز وتشعر أنك منقطع عن العالم ولا تعرف اي المناطق التي يتم قصفها".
وينتظر الفلسطينيون بفارغ الصبر الإعلان عن تهدئة تنهي هذه المعاناة مع تلبية شروط الفصائل الفلسطينية لإنهاء الحصار المفروض على غزة، والسماح بإعمار ما دمرته إسرائيل في هذه الحرب والحروب السابقة.
منتديات القوميون الجدد