شجرة الدر نائب المدير العام
عدد المساهمات : 529 تاريخ التسجيل : 28/09/2013 الموقع : ارض الكنانه
| موضوع: السعودية وقطر: إنفراج في العلاقات أم دبلوماسية اللحظات الأخيرة؟ 02/09/14, 06:39 am | |
| السعودية وقطر: إنفراج في العلاقات أم دبلوماسية اللحظات الأخيرة؟ حوار مع د. رياض الصيداوي- مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإجتماعية.
نص الحوار:سؤال: أناقش مع معكم في هذا اللقاء آخر التطورات المتعلقة بملف العلاقات السعودية القطرية والتطور الأخير الذي تمثل في الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز ووزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز إلى قطر، وهذه الزيارة حسب البيان الرسمي استعرضت آفاق العلاقات كما وصفه البيان القطري، العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها إضافة إلى بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك، ليس سرا أن العلاقات الثنائية مؤخرا تعرضت إلى هزة وتوتر وحتى إلى سحب السفراء، ماذا تقرأ في هذه الزيارة المفاجئة وما هي أهدافها من الجانب السعودي؟جواب: هي ليست بالجديدة، بمعنى أن العلاقات القطرية السعودية عي علاقات شائكة جدا، حيث بدأ البلدان في صراع كبير منذ أن حاولت السعودية بمساعدة آل ثاني الأب حتى يستعيد السلطة بعد الانقلاب الذي قام به حمد، فشل الانقلاب فشنت الجزيرة وقطر حربا شعواء على السعودية ، وبقيت حروب إعلامية وخاصة بين الجزيرة والعربية انتهت إلى مصالحة أولى بينما التقى الوزير حمد خليفة آل ثاني بالراحل سلطان بن عبد العزيز في الرياض وتغديا ومن ثم حصلت مصالحة وفجأة انتهت الحرب الإعلامية في الجزيرة وفي العربية، وحتى قناة الجزيرة حذفت أرشيفها النتعلق بالسعودية والذي كان ينتقد السعودية، ومن ثم جاءت مسألة الاخوان المسلمين، بالنسبة للأخوان المسلمين وما حدث في مصر وطبع كما تعلم أن السعودية كانت أول من احتضن الأخوان المسلمين في الستينيات حينما اصطدموا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبحركة القومية العربية، وقد ذهب الأخوان المسلمين إلى السعودية فاحتضنتهم وأغدقت عليهم بالأموال والحماية الأمنية وإلى آخره. اليوم اختلف الوضع مع جزء من العائلة، فقد تم تثبيت التيار الليبرالي وخاصة المعادي للأخوان، وثمة مؤشرات ثورة شعبية قي السعودية، ومن ثم جزء آخر من العائلة يقوده وزير الداخلية محمد بن نايف الذي لا يريد أن يقطع مع الأخوان واعتبر أن كل الحركات الدينية الإسلامية السنية يجب تكون مدعومة من السعودية وقريبة من السعودية، ثم لا ننسى أن قطر والسعودية رغم صراعاتهم الكبيرة فلديهما نقاط مشتركة مثلا في سوريا فهما يوظفان كل إمكانياتهما ضد النظام والدولة في سوريا من أجل إسقاطه ويدعمان الجميع، وأيضا في العراق لديهما نفس الاستراتيجية، واختلافهما فقط فيما يتعلق بملف الأخوان المسلمين. سؤال: هذه الزيارة المفاجئة والتي لم يسبق الإعلان عنها أتت قبل اجتماع وزراء خارجية التعاون الخليجي المتوقع أن يتم من خلاله بحث أزمة سحب سفراء السعودية والإمارات من قطر، فهل هذه الزيارة تأتي تمهيدا لتسوية ما لا تشمل فقط حل الخلافات الثنائية المباشرة بل بلورت تصورا ورؤية موحدة حول الملفات والأزمات في المنطقة؟جواب: هو أن تصبح رؤية موحدة تماما فهذا مستحيل باعتبار أن قطر التزمت بدعم الأخوان المسلمين وتبنيهم في كل مكان في العالم، ويبدو أن ذلك بضوء من الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه لا يمكن لدولة بحجم قطر بعدد سكان 250 ألف نسمة أن تتخذ مثل هذه القرارات وتدعم تنظيما دوليا بأموال هائلة وإعلاميا من خلال قناة الجزيرة دون ضوء أخضر وبطلب من واشنطن، ونذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بأكبر قاعدتين عسكريتين في الشرق الأوسط في قطر وهما قاعدة العيديد والسيلي، وهذا من جانب، ومن جانب ثاني كنا نعلم دول الخليج رغم تبويس اللحى وما نراه من اتفاق في المؤتمرات والابتسامات أمام الصحافة هي محتلفة تماما في سياساتها وقد أقول إن لكل دولة سياساتها الخاصة، فمثلا عمان بعيدة كل البعد ولا تريد أن تدخل في اي تورط أو أي اشتباك لا في الملف السوري ولا في الملف الإيراني، أما السعودية فهي متحمسة جدا وأكثر حماسا لإسقاط النظام في سوريا ومحاربة إيران في المنطقة، بينما مثلا الإمارات متحمسة فقط ضد الأخوان المسلمين ولا تريد أن تتورط مثل السعودية وقطر في الملف السوري أو في ملف مواجهة إيران، ولدى الكويت مشاكل داخلية ولا تريد أن تتورط في الملف السوري وكذلك لا تريد أن تدخل في معركة مواجهة مع إيران، إذاً لدى كل دولة حساباتها الخاصة بها، ويبدو في السنوات الأخيرة ثبت أن مجلس التعاون الخليجي مثل اتحاد المغرب العربي هي اتفاق على ورق، والحقيقة العلاقات بين العائلات الحاكمة هي متنافرة وبعيدة جدا في بعض الأحيان، وما نراه حلفاء ولكن في الواقع نجدهم خصوما يتبادلون ضربات سرية وأحيانا تطفح هذه المعارك إعلاميا ونراه عبر الصحف وعبر أيضا فتاوى، ولنذكر مثلا بيوسف القرضاوي من منبر الجزيرة كان يهاجم الإمارات بلغة الدين ويهاجم دولا أخرى، ففي إطار هذا الصراع السياسي بين عائلات حاكمة توظف الأجهزة الإعلامية وتوظف المشايخ والشيوخن ونلاحظ أيضا حربا بين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو تنظيم أخواني على رأسه يوسف القرضاوي، وممول كليا من قطر، وكثرا ما يشتبك معه شيوخ الوهابية من السعودية والرابطة العالمية الإسلامية عبر الفتاوى ونقل الفتاوى، وكل شيء يوظف من أجل مصالح الحكام، ولا يبدو مجلس التعاون الخليجي في التزام وإنما صراعاته كبيرة جدا لكن هذه الزيارة جاءت ربما للمحافظة على شعرة معاوية حتى لا تنقطع هذه العلاقات نهائيا بين الثلاث دول التي أعلنت خصوماتها مع قطر، أي البحرين التي أصلا تابعة للسعودية في المسألة الخارجية، ومن ثم الإمارات. سؤال: لماذا لا نعتبر بأن هذه الزيارة تحمل ربما رسالة معينة إلى قطر، وربما رسالة تهديد بشكل أو بآخر أي إما العودة إلى الصف الخليجي وإما المستقبل المضطرب، هل هذا الاحتمال وارد، أو هذا المضمون لهذه الرسالة قد حضر في هذه الزيارة؟جواب: نعم محتمل ذلك، وكما قلت لك فإن السعودية هي في نصف الموقف لأنه أيضا يوجد فيها جناح لا يريد أن يقطع مع الأخوان، على عكس الإمارات التي مثلا قطعت نهائيا مع الأخوان المسلمين، وهذه الاحتمالات كلها واردة بالتأكيد، قمة مشاكل عنيفة جدا بين السعودية وقطر، وكما قلنا تحدث بينهما مصالحات ومن ثم مصالحات ومن ثم عودة للصراع ومن ثم مصالحات ومن ثم عودة إلى الصراع كشيوخ القبائل في القديم، لأن العلاقات ليست مبنية على مؤسسات برلمانية مثل الاتحاد الأوروبي مثلا حيث تناقش هذه المسائل، وإنما مبنية على علاقات عائلات حاكمة تتضرر ربما وتتدهور وأقول ربما بمجرد تصريح لأمير هنا وأمير هناك، ونتذكر التصريح الصحفي الذي قدمه الأمير بندر بن سلطان الرئيس السابق للمخابرات لصحيفة أمريكية ينتقد فيهقطر كيف كان رد الفعل قويا جدا من الجانب القطري، إذاً كل السيناريوهات واردة لكن حسب رأيي أكثر هو عزل قطر، أي بمعنى أنه لا يصبح لدى قطر مجالا حيويا يري، بمعنى أن السيارات القطرية لا تستطيع أن ينتقل المواطن القطري إلا جوا أو بحرا، وفي هذه الحالة وفي هذا الحصار البري ستضرر قطر، لكن أيضا يبدو أن قطر غير غير مستعدة لدفع الثمن الذي تطالب به هذه الدول وهو تخليها عن الأخوان لأنه ورقة تخليها عن الأخوان هي ورقة أمريكية، بمعنى أن قطر ليست دولة مستقلة بقرارها حتى تقبل أو لا تقبل بدعم الأخوان، هذا طلب أمريكي واضح وهي ملتزمة به لا أكثر ولا أقل، لأنه لا أعتقد أنه لديها سياسة خارجية خاصة بها أو استراتيجية خاصة بها. فقطر دولة يسكنها 250 ألف مواطن قطري وفيها أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة هي بالضرورة دولة ملتزمة بالاستراتيجية الأمريكية وبالأوامر في هذا الاتجاه. منتديات القوميون | |
|