«حماس» تلجأ لـ«تركيا وتونس وقطر».. و«فتح»: لا اتفاق بدون مصر
راشد الغنوشى
بدأت أطراف دولية مقربة من تنظيم الإخوان وحركة «حماس»، على رأسها تركيا وقطر وتونس، تولى مهمة التواصل مع الأطراف المعنية، والتوسط لإنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وذلك بعد أن أبلغت «حماس»، أمس الأول، مصر بشكل رسمى رفضها مبادرة التهدئة المطروحة لإنهاء العدوان.
وفى اتصال مع «الوطن»، قال القيادى فى حركة «فتح» الفلسطينية الدكتور أيمن الرقب، إن «أى تحرك دولى لوساطة، أو للوصول إلى اتفاق تهدئة بدون مصر، لن يكتب له النجاح، والسلطة الفلسطينية ترفض ذلك، وحماس تدرك ذلك جيدا، وهى إن رفضت المقترح المصرى، فلأنها تريد الحصول على بعض المكاسب». وأضاف: «لا اختلافات بين المبادرة التى طرحتها مصر حالياً، والتى طرحها المعزول محمد مرسى فى فترة العدوان عام 2012، لكن حماس تريد من خلال الحرب فك عزلتها التى فرضت عليها بسبب سلوكياتها، وخاصة تجاه مصر، وتريد إعادة شرعنة وجودها فى قطاع غزة، والحصول على الاعتراف الدولى، إضافة إلى محاولة استعادة شعبيتها التى فقدتها خلال الفترة الماضية تحت مظلة المقاومة».
وقال «الرقب» إن «أطرافاً مثل تركيا أو تونس أو قطر لن يكون لها اليد الطولى فى أى اتفاق للتهدئة، وهم فى الغالب لم يتحركوا خدمة للشعب الفلسطينى، بل بعد أن طلبت منهم إسرائيل ذلك». وتابع: «أى اتفاق يحتاج إلى ضامن، ومصر هى الضامن الأقوى، ولذلك أؤكد أن أى اتفاق لن يتم بعيداً عن مصر، وسيكون ببصمات مصرية فى آخر المطاف».
وقالت صحيفة «دايلى صباح» التركية، أمس الأول، إن «حكومات تركيا وقطر وتونس وفرنسا تعمل عن كثب لإنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة». ولفتت الصحيفة إلى أن زعيم حركة «النهضة» التونسية، التابعة للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، راشد الغنوشى، عقد مؤتمراً صحفياً لحركة «النهضة، مساء الثلاثاء، قال فيه إن «تونس تتوسط، جنباً إلى جنب مع تركيا وقطر وفرنسا، فى محاولة لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، فى وقت لا يصلح فيه النظام المصرى للوساطة».
وأضاف: «نحن حريصون على أن تكون علاقات تونس بالعالم جيدة وأن نوظف تلك العلاقات لخدمة القضية الفلسطينية، وموقف الرئيس الفرنسى بدا معيباً فى البداية ولكنه ما لبث أن تطور إلى موقف معتدل وإلى موقف الوسيط الذى يضغط من أجل وقف القتال». وتابع «الغنوشى» قائلاً إن «فرنسا تبذل جهوداً مع تركيا وقطر، للبحث عن صيغة لوقف العدوان على غزة والرئيس التونسى المنصف المرزوقى مساهم فى هذه العملية مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند».
ومن جهته، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمس الأول، فى اتصال هاتفى مع الرئيس التونسى مستجدات الأوضاع فى المنطقة، خاصة الوضع فى قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا».
وقال بيان نشر على الموقع الإلكترونى للرئاسة التركية، إن «الرئيس عبدالله جول تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره التونسى، مساء أمس الأول، تناولا خلاله آخر مستجدات الأحداث فى فلسطين، والوضعين السياسى، والإنسانى بها». وشدد الطرفان، خلال الاتصال، على «ضرورة خلق الظروف الملائمة، لوقف إطلاق النار فى غزة، وأكدا أهمية توصيل المساعدات الإنسانية العاجلة، إلى الفلسطينيين». وتبادل الرئيسان وجهات النظر حول الجهود، التى تبذلها تركيا، وتونس، فى الشأن الفلسطينى.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلى «أفيجدور ليبرمان» إن «الدوحة وأنقرة تعملان على تخريب جهود وقف إطلاق النار، وتقفان وراء رفض قادة حماس المبادرة المصرية». وأضاف «ليبرمان»، وفق ما نقلته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن «المخابرات المصرية أعطت تفاصيل مبادرتها للقيادى بحركة حماس موسى أبومرزوق، قبل إعلانها، وكانت حماس مستعدة للنظر بشكل إيجابى فى المقترح، لكن تحركات قطرية تركية أرادت تعطيل المسار المصرى، وأخبرت حماس برفض المقترح».
وجدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما دعمه المبادرة المصرية لوقف الحرب فى غزة، مساء أمس الأول، وفق ما نقلته شبكة «سكاى نيوز» الإخبارية. واعتبرت مصادر مصرية لـ«سكاى نيوز» أن «دعوة أوباما تعبر عن انزعاج شديد لدى الأطراف التى تحاول وقف الحرب من محاولات تعطيل الجهود المصرية من قبل أطراف ترغب فقط فى أن يمر أى اتفاق عبر بوابتها، دون اعتبار لمعاناة المدنيين الفلسطينيين فى القطاع».
منتديات القوميون الجدد