السيسي يتهم تركيا وقطر وتنظيم الإخوان بالتآمر على مصر وضرب استقرارها
اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تركيا وقطر وتنظيم الإخوان المسلمين المحظور بالتآمر على بلاده وضرب استقرارها عبر مخطط شيطاني يقوم على تمويل وسائل إعلام ومواقع إخبارية تهدف إلى السيطرة على عقول النُخب والشباب المصري.
حازم عبد الله – القاهرة
وأكد السيسي، خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية اليوم الأحد، وجود معلومات حول مؤامرة للسيطرة على عقول النخب المصرية من خلال قيام دولة قطر وتركيا وجماعة الإخوان المحظورة بتمويل مواقع إلكترونية جديدة، موضحاً أن الهدف هو ضرب الاستقرار في مصر.
وأضاف السيسي ان "قنوات فضائية ومواقع إلكترونية جديدة تنفذ هذا المخطط الشيطانى فى إطار حرب الجيل الرابع للتلاعب بعقول النخب والشباب وعلى رأسها موقع (ميديا لمتيد) و(صحيفة العربي الجديد) وقناة (مصر الآن) وموقع(culture)" ، مؤكداً أن هذه المواقع والصحف تُمول مباشرة من دولتي تركيا وقطر وجماعة الإخوان.
ورداً على سؤال حول مزاعم بشأن وجود تنظيم داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام)أو دالم في مصر، أكد السيسي أنه لا يبالي بـ "داعش" أو بما يسمى "دالم" (الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر) طالما أن هناك شعباً مصرياً يقف خلف جيشه.
وأضاف قائلاً "داعش إيه طالما خليت بالك يا مصري من جيشك, فان أي شيء سيتم دهسه وفرمه مهما كانت قوة هؤلاء".
ومن ناحية أخرى، أكد الرئيس المصري أن بلاده لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية، وأن موقفها ثابت وهو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1948 وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبا بضرورة أن يكون الثمن الذي دفع من أرواح أبنائنا وأشقائنا في غزة حافزاً لحل القضية الفلسطينية حلاً شاملاً.
وأضاف أن مصر تحاول حالياً استغلال ما حدث من مآسي في غزة لحل القضية الفلسطينية، وتبذل قصارى جهدها لحل القضية الفلسطينية ولن تتوانى عن تلبية المطالب الإنسانية للأشقاء في غزة من خلال معبر رفح، غير أنه أشار إلى أن الأمر يتعلق في نفس الوقت بالأمن القومي المصري.
وحول التطورات على الساحة السورية، قال السيسي إن "مصر لا تدعم النظام السوري أو المعارضة السورية ولا تنحاز إلى أي منهما"، مشدِّداً على أن اهتمام مصر الوحيد ينصب على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحمايتها من خطر التقسيم والتوصل إلى حل سلمي للوضع في سوريا استنادا على حماية وحدة الأراضي السورية بعيداً عن أي دعم سواء للنظام السوري أو المعارضة السورية.
ومن ناحية أخرى، نفى السيسي قيام مصر بأى عمل عسكري في ليبيا، قائلاً "ليس لدينا قوات خارج حدودنا حتى الآن ولا أي قوات خارج أراضيها".
وأردف "صحيح نحن معنيون بالشأن الليبي، لكننا لم نقم بعمل حتى الآن".
وكانت وزارة الخارجية المصرية نفت، في بيان أصدرته بوقت سابق من اليوم، اتهامات أطلقها أحمد هدية المتحدث باسم "قوات درع الوسطى" في ليبيا، من أن "المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدينا إلى حد الآن حول الطائرات التي قصفت العاصمة الليبية طرابلس تشير إلى تورط مصر والإمارات في هذا الأمر".
وشدَّدت الخارجية المصرية على أن "هذه الأنباء عارية تماماً عن الصحة ولا أساس لها".
وحول قضية سد النهضة" الذي تبنيه أثيوبيا عل مجرى النيل الأزرق ومدى تأثيره على حصة مصر من مياه نهر النيل، قال الرئيس السيسي إن "مصر تعمل حالياً على ألا يُنزل سد النهضة الإثيوبي أي ضرر بمصالحها المائية او ينتفص من حصتها المائية التاريخية"، مشدِّداً على أن مصر تقدِّر جهود إثيوبيا في إقامة مشروعات للتنمية لكنها في الوقت نفسه تحرص على ألا يكون لسد النهضة أي تأثير سلبي على حصة مصر المائية من مياه نهر النيل .
وأشار إلى أنه حصل على وعود من رئيس الوزراء الاثيوبي، خلال لقاء على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في غينيا الاستوائية، بألا يكون للسد أي أضرار على حصة مصر سواء خلال فترة البناء أو التشغيل أو ملء بحيرة السد.
وأردف قائلاً إنه في سبيل ذلك؛ فإنني "لا أُمانع في زيارة أثيوبيا مرة ومرتن وثلاثة حتى يتم حل المشكلة بشكل يحافظ حفاظ تام على حصة مصر من مياه نهر النيل".
وتخشى مصر من أن يؤدي بناء سد النهضة الذي تقيمه اثيوبيا على مجرى النيل الأزرق (الرافد الرئيسي الذي يمد نهر النيل بحوالي 80% من المياه) إلى التأثير بالسلب على حصتها التاريخية من مياه النهر والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، وهي الكمية التي لم تعد تكفى لأغراض الشرب والري والزراعة خاصة مع الزيادة المضطردة في عدد السكان.
وحول ما يتردَّد حول استيراد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل، قال السيسي إن "مصر لم تعد تصدر الغاز لإسرائيل ولم تستورده منها، وربما يكون هناك مشاكل تتعلق بالتحكيم"، مشياً إلى تلويح بعض الدول المتعاقدة مع مصر في مجال الغاز باللجوء للتحكيم الدولي.
وحول قضية دعم السلع والمنتجات للمصريين، قال السيسي إن "الدعم أخطر على الأداء الاقتصادي من الفساد"، موضحاً أن أن مصر تستهلك أكثر من 300 مليار جنيه سنوياً (حوالي 42 مليار دولار) على الطاقة.
وأضاف اننا "لا نستطيع مواجهة هذه المشكلة قبل أن نملأ جيوب المصريين، وهو ما جعلنا نتجه للمشروعات لمواجهة التحديات، والمشروعات الكبرى مرتبطة بالنمو السكاني حيث سيزيد تعداد السكان 40 مليون نسمة خلال 15 عاماً، وبالتالي علينا أن نراعي هذا النمو في المشروعات المقبلة".
وأضاف ان "التحديات صعبة والرهان الآن على هذه الكتلة الوطنية المصرية قبل أن ننجز ونحقق تأثيرا اقتصاديا لبلادنا"، مشدِّداً على دور الإعلام في العمل على الحفاظ على هذه الكتلة الوطنية ومواجهة الشائعات وتوعية المواطنين.
كما أشار الرئيس السيسي إلى طريقة معالجة الإعلام لقضايا الكهرباء ومشكلات التموين، داعياً الإعلام إلى بذل الجهد لتوعية المواطنين بالخلفيات التاريخية لهذه المشكلات، ودعم وتوعية الناس بطرق المواجهة، والتنبّه من أن يتم استغلال هذه القضايا عبر معالجات إعلامية مختلفة في إحداث ثغرة بتماسك الكتلة الوطنية المصرية.
منتديات القوميون الجدد