[size=32]يقوم الاخوان المسلمين من مصر إلى سوريا بتنفيذ مخططات الغرب – مدعومين علنياً الآن من قبل جهات تمولها و تدعمها وزارة الخارجية الأمريكية
[/size]
أي شخص ما زال يصدق خدعة ما يسمى ب "الربيع العربي" سيكون لديه تشويش و ارتباك حول الساحة السياسية الناشئة في مصر حيث خرجت المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين من "الانتفاضة الشعبية " المطالبة للديمقراطية.
إذا فهم أي شخص أن المتظاهرين من أجل " الديمقراطية" تم تمويلهم، وتدريبهم و إعدادهم في الواقع من وزارة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ، ليكونوا غطاء من أجل تمكين جماعة الإخوان المسلمين من الحكم في مصر وجعلها بين العديد من وكلاء الغرب ، فإن المعركة السياسية الراهنة ستضح و يكون لها معني.
الصورة السابقة هي صورة لمحمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية الحالية. تتزايد الأدلة ضد الإخوان، وتؤكد تورطهم كعملاء صريحين للسياسة الخارجية الغربية، و ذلك عندما قامت حركة 6 أبريل الممولة و المدعومة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية بتأييد مرسي. ومرة أخرى انخدع الشباب الوطني في مصر بالبروباجاندا الغربية عن طريق زملائهم المصريين المتآمرين ضد وطنهم وشعبهم والجيش المصري، كما هو الحال في كثير من الدول النامية، ربما يقبل المال من الغرب، ربما يتدرب مع القوات الغربية، ويمكن أن يشارك حتى في الغرب لعمل مكائد للهيمنة على العالم، ولكنهم في نهاية المطاف وطنيين ويسعوا بكافة الوسائل والدوافع لوضع خطوط فاصلة و الحفاظ على سيادة الدولة والتحقق من طموحات الغرب داخل مصر ودائرة نفوذهم في جميع أنحاء مصر. فكان من الضروري للغرب الاطاحة ليس فقط بحسني مبارك الذي رفض المشاركة بدورا أوسع ضد العراق وإيران، ولكن أيضا بإحكام القبضة علي الجيش المصري نفسه من خلال سياسات جديدة، والاستعاضة عنه بالإخوان المسلمين الذين بالفعل يعملون بجد في سوريا محاولين هزيمة واحدة من حلفاء ايران الأساسين في المنطقة ، وهذا هو الهدف الأسمى.
وتخدم الحركات الداعية للديمقراطية، والتي تم تدريبها وتمويلها وتجهيزها بواسطة الغرب خاصة حركة شباب 6 ابريل من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ، غرض واحد ألا وهو تمكين الإخوان المسلمين من السلطة و منحهم "الشرعية" بحيث لا يتوا جد غيرها. وبالنسبه للأشخاص الذين لهم فعلاً مطالب مشروعة سيشعرون بخيبة أمل لا محالة ، إذا لم يتم سحقهم تماما بمكائد الغرب، وذلك لأن أهداف الغرب تتكشف ببطئ حيث يسعون لحرب إقليمية تهدف إلى تدمير إيران وسوريا وحزب الله في لبنان تدريجياً لخوض حرب سنية شيعية تدمر المنطقة.
إن الإخوان المسلمين كانوا وما زالوا وسيستمروا عملاء للغرب: بالرغم من الخطاب المتغطرس للجماعة الذي يبدوا مضادا للسياسا الغربية، فإنها باتت منذ نشأتها المتحدث الرسمي للسياسة الخارجية للغرب. حاليا، الذراع السوري للإخوان المسلمين مشارك بضراوة، و في الحقيقة يقود، العنف الطائفي المدعوم أمريكيا، إسرائيليا، سعوديا و قطريا الذي بات يجتاح سوريا منذ أكثر من عام مضى. في السادس من مايو، 2012 نصت مقالة لوكالة رويترز الآتي:
"عن طريق العمل بهدوء، ظلت الجماعة تمول المنشقين من الجيش السوري الحر و المتمركزون بتركيا بهدف تمرير الأموال و الإمدادات إلى سوريا، و العمل على إحياء قاعدتها السنية الصغيرة و المتوسطة من المزارعين السوريين" .. نقلاً عن قوى المعارضة.
قطعاً بينما فشلت رويترز إيضاح كيفية إعادة إحياء جماعة الإخوان، تم الكشف عنها بمقال نيويوركير عام 2007 بعنوان، "إعادة التوجيه" بقلم سيمور هيرش، أنها كانت بدعم الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل اللاتي قامتا بتحويل الدعم عبر المملكة العربية السعودية حتى لا تساوم أو تؤثر على مصداقية ما يسمى ب"الحركة الإسلامية". كشف هيرش أيضا أن أعضاء من فصيل سعد الحريري اللبناني الذي تسلم قيادته فؤاد السنيورة، كانوا بمثابة همزة الوصل بين المخططين الأمريكيين و جماعة الإخوان المسلمين بسوريا.
نوه هيرش في مقاله بالنيويوركر عن مقابلة تيار سعد الحريري اللبناني بنائب الرئيس ديك تشيني في واشنطن ليؤكد شخصيا على أهمية إستخدام جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في حال الرغبة بأي تحرك ضد النظام السوري الحاكم
"ثم أبلغني وليد جنبلاط أنه قد قابل نائب الرئيس ديك تشيني بواشنطن الخريف الماضي للتباحث، من بين قضايا أخرى، حول إمكانية إسقاط نظام الأسد. و قام هو و زملاؤه بنصح تشيني بأنه في حال حاولت الولايات المتحدة التحرك ضد سوريا، فأعضاء جماعة الإخوان المسلمين "هم المنوط بالتحدث معهم"، هذا ما قاله جنبلاط و ذكره سيمور هيرش في مقال النيويوركر 2007 إعادة التوجيه.
تسترسل المقالة لشرح كيف بدأت الولايات المتحدة الأمريكية و بدعما سعوديا في 2007 بالإستفادة من جماعة الإخوان:
"هناك دليل على أن إستراتيجية إعادة التوجيه بالفعل أفادت جماعة الإخوان. تعتبر جبهة الخلاص الوطني السورية بمثابة إئتلاف من جماعات المعارضة حيث أعضاءها الرئيسيين بالأساس أعضاء فصيل سياسي يتزعمه عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري سابقا و انشق في 2005 عن جماعة الإخوان. قد أبلغني ضابط سابق رفيع المستوى بالمخابرات المركزية الأمريكية سي.أي.إيه، "الأمريكيون قد قدموا كلا من دعما سياسيا و ماليا و السعوديون تولوا القيادة بالدعم المالي، لكن هنالك تدخل أمريكي." و قال أن خدام، و الذي محله الآن باريس، كان يتلقى تمويلا من المملكة العربية السعودية بعلم من البيت الأبيض. (بالعام 2005، التقى وفدا من أعضاء الجبهة مع مسؤولين من مجلس الأمن القومي، وفقا لتقارير صحفية.) أبلغني مسئول سابق بالبيت الأبيض أن السعوديين وفروا وثائق السفر لأعضاء الجبهة." إعادة التوجيه، بقلم سيمور هيرش.
لقد تم التحذير من أن مثل هذا الدعم يمكن أن يفيد جماعة الإخوان ككل، و ليس فقط بسوريا، و يمكن أن يؤثر على الرأي العام كما هو الحال في مصر حيث تدور المعركة ضد مراكز القوى بالنظام المصري التي تحاول الحفاظ على مدنية الدولة. خاصة أنه بات من الواضح أن الإخوان لم يرتفع أسهمهم تلقائيا في سوريا، إنما عن طريق مساعدة الولايات المتحدة، و إسرائيل، و التمويل السعودي، و التوجيه و السلاح.
و مؤخرا، كما جرت العادة في الثورات الملونة و قبل الإنتخابات التي ترغب الولايات المتحدة في التدخل فيها، تم ادعاء الإخوان المسلمون السابق لأوانه بالفوز في الإنتخابات الرئاسية و تصدرت هذه الأخبار عناوين الإعلام الغربي محاولة لتصوير جماعة الإخوان بالمنتصر، في محاولة تمهيد الساحة لمواجهة أية نتائج مختلفة عما تقرر مسبقاً لفوز المرشح المدعوم من الغرب.
نقلا عن راديو أوروبا الحره المسمى براديو ليبيرتي(RFE/RL) و التي يتم إدارتها بمعرفة وزارة الخارجية الأمريكية جاء مقال بعنوان :
"الإخوان المسلمون تصرح بفوزها في الإنتخابات المصرية"،
ضمن عدة مقالات أخرى تحاول إيحاء القاريء بأن الإخوان المسلمون من دون شك قد فازوا بالإنتخابات. بالواقع لم يتم إعطاء أية إحصائيات رسمية عن النتائج و تم الإستناد فقط عما صرح به الإخوان أنفسهم. و إذا تم الإنتهاء من نتائج الإنتخابات، و لم يظهر فوز مرشح جماعة الإخوان الساحق، والمتعلم أمريكيا محمد مرسي، كم ادعى حزبه و الإعلام الغربي، فيتم بذلك توجيه إتهامات بالتزوير ضد الحكومة المصرية.
بالصورة: من الولايات المتحدة إلى صيربيا، و إلى مصر مجددا، الممول، المدرب، و المدعم من قبل الإدارة الأمريكية هو المحرض المدعو أحمد ماهر يظهر متباهيا في محيط إعتصام "إحتلوا العاصمة"بواشنطن ، يدعي الأمريكيون أن ماهر و حركته "6أبريل" قد ألهموهم بالقيام ضد حكومتهم الفاسده، غير مدركين أن حركته تم إنشائها و تمويلها من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
الغرب يجمع بالفعل مختلف جبهاته العميلة لتكوين مواجهه محورية و فرصه جديدة للإطاحه بأي ميول و نزعات قومية متبقية داخل الجيش المصري. بالرغم من أن جماعة الإخوان المسلمون، يزعمون أنهم حزب ديني مما يتناقض مع حركة 6 أبريل العلمانية، إلا أن مؤسسها أحمد ماهر أبدى دعمه الكامل لجماعة الإخوان.
كان ينبغى أن نتذكر وجود ماهر بالولايات المتحدة، ثم صربيا، و العودة مجددا للولايات المتحدة في سلسلة من التدريبات و إقامة شبكة من الترتيبات برعاية وزارة الخارجية الأمريكية قبل، و أثناء و بعد ما يسمى ب"الربيع العربي". و الذي ظهر سياسيا بالتضاد الأيديولوجي بين حركة 6 أبريل و جماعة الإخوان المسلمين، بينما في الواقع يتشاركون قاسما مشتركا- فهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للغرب.
ليبيا، مصر، سوريا و جبهات متعددة من أجل تشكيل جبهة ضد إيران:
إضعاف مصر قبل هجوم حلف الناتو على ليبيا كان خطوة حاسمة لضمان تدمير الأخيرة تماما و تكوين ما يسمى الآن بإمارة ليبيا الإرهابية لشحن المال و الأسلحة شرقا و غربا لزعزعة الإستقرار و إسقاط الحكومات المختلفة على قائمة المهام الأنجلو-أمريكية الطويلة. قدرة الغرب على تنصيب حكومة الإخوان المسلمين في مصر، مع نفوذها و وجودها الإقليمي الملحوظ سيكون بمثابة ضربة خطيرة ليس فقط لسوريا، بل لإيران أيضا. بالفعل تكرر جماعة الإخوان المسلمون دعواتها لإسرائيل و الولايات المتحدة للتدخل الخارجي في سوريا.
جنبا إلى جنب مع ليبيا، مصر وبالطبع دول الخليج من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، و مع إحتمال وصول جماعة الإخوان للسلطة في سوريا أيضا، سيتم تشكيل جبهة موحدة ضد إيران، وعلى استعداد لخوض حرب بالوكالة نيابة عن الغرب ضد إيران في حرب سنية شيعية تمزق المنطقة.
إعادة هيكلة الشرق الأوسط، لم يتم تخطيطه فقط في وثائق السياسة الخارجية للولايات المتحدة مثل تقرير معهد بروكينجز المسمى ب"أي الطرق إلى بلاد فارس؟"، و لكن يعكس أيضا تخطيط ضد الصين حيث كل الجنوب الشرقي لآسيا مهدد بعدم الإستقرار، تغيير الأنظمة، و إعادة الترتيب لتحقيق طموحات الغرب في إحتواء أو حتى هدم الصين الصاعدة. "لذلك تجد روسيا هي أفضل من ينقل حقيقة ما يحدث في العالم العربي لأن التدخل الغربي السافر في الشأن العربي يهدد حتماً دول شرق آسيا و التي سيكون دورها لاحقاً على الأجندة الغربية في مشروع الشرق الأوسط الكبير".
منتديات القوميون الجدد