تتكرر يوميا حوادث اعتداء جنود الجيش الاسرائيلي على الأطفال الفلسطينيين أمام عدسات الكاميرات دون محاسبة أو محاكمة لأي من هؤلاء الجنود.
كل المزاعم عن الديمقراطية الاسرائيلية والجيش الاخلاقي في العالم تتهاوى سريعا أمام عدسات الكاميرات
مرة جديدة توثق الكاميرات اعتداءات جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي على أطفالنا، أطفال فلسطين. وهذه المرة الرواية من الخليل.
هي رواية طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره يتعرض للاعتقال من قبل جنديين اسرائيليين من وحدة المظليين بتهمة القاء الحجارة. يمسكان به ويضربانه، يقيدان يديه بالأصفاد ويعصبان عينيه ويرميانه في الجيب العسكري كأنه مطلوب خطير بجرم خطير.
المشهد برمته حتى الآن مخالف لاتفاقية جنيف، لكن ماذا لو علمنا أيضا الأقسى من ذلك بأن الفتى يعاني اضطرابا عقليا.
كل المحاولات التي بذلها الأب ليشرح للجندي الفخور بعمله أن ابنه يعاني اضطرابات عقلية وأنه لا يمكنه الكلام ليدافع عن نفسه لم تقنع الجندي. بل إن الوالد نال نصيبه من الصراخ والشتائم. أما أمه التي لا حول لها ولا قوة فتروح وتجيئ دون حيلة بيديها لانقاذ ابنها.
واللافت في هذا كله أيضا مشهد المستوطنين وأولادهم الذين يشجعون الجنديين ويهتفون بعبارات: الموت للعرب. حتى نبي الرحمة محمد لم يسلم من عباراتهم النابية.
حادثة الخليل هذه ليست أول حوادث الاعتداء ولا آخرها فبعضها ينتهي بمأساة كبيرة.
هنا على هذه الطريق انتهى حلم ايناس ابنة الخمسة اعوام باللعب والدراسة. لم تفرح كفاية بحقيبتها المدرسية ولا بصفها الجديد. هنا دهسها مستوطن وهي متوجهة الى المدرسة وأمام عيني أمها وهرب سالبا منها أحلام الطفولة البريئة.
وضوح الاعتداء على ايناس قابلته سرعة في تبرير الشرطة الاسرائيلية للقتل باعتباره حادث صدم عاديا.
كل المزاعم عن الديمقراطية الاسرائيلية والجيش الاخلاقي في العالم تتهاوى سريعا أمام عدسات الكاميرات التي توثق كل يوم همجية الجيش الاسرائيلي والمستوطنين ضد النساء والشيوخ والأطفال في فلسطين المحتلة.
المصدر: الميادين