لم تتجاوب الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة مع المطلب الفلسطيني بإصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى إعلان دولة فلسطينية ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز عامين. وطغت قضايا الإرهاب على نقاشات المجلس في الجلسة التي كانت مخصصة في الأساس للقضية الفلسطينية حيث هاجمت واشنطن دمشق فيما دعا المندوب السوري بشار الجعفري إلى محاسبة الحلف الداعم للارهاب في المنطقة.
القضية الفلسطينية مؤجلة في مجلس الأمن!!
منذ أسابيع والفلسطينيون يسعون لحمل مجلس الأمن الدولي على النظر بمشروع قرار يفرض تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحديد جدول زمني لإعلان دولة فلسطينية بموجب قرار يصدر عنه.
في المقابل كان الاحتلال يسرّع الاستيطان، ويقتحم الأماكن المقدسة ويحرق مساجد ويوقع الكثير من الضحايا بين شهيد وجريح دون خشية من حساب أو عقاب.
مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال "إن إسرائيل بددت الثقة بالعملية السياسية، وآن الآوان لتجاوز الكلام عن الدولتين نظرياً والمضي قدماً في تحقيق ذلك قبل أن تضيع الفرصة الضئيلة المتاحة".
من جهته قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون "إن كل التقارير الرسمية تعجز عن نقل صورة الدمار التي شاهدها بأمّ العين في غزة" مشدداً "على أهمية الإسراع بالحلول والإعمار للمرة الأخيرة".
لكن الولايات المتحدة قدّمت محاربة الإرهاب ومحاسبة النظام السوري على ما عداه. وفي تصريحها قالت المندوبة الأميركية سمانثا باور "نعرف ما ينبغي فعله. علينا إلحاق الهزيمة بداعش والمنظمات الإرهابية الأخرى. ويجب محاسبة كل المسؤولين في نظام الأسد عن الفظاعات التي يرتكبونها".
في المقابل ردت سوريا بأن الدول التي تحمي إسرائيل في مجلس الأمن وتقيم تحالفات إقليمية خارج الأطر الشرعية تغذي الإرهاب وتشجعه. وقال المندوب السوري بشار الجعفري "آن الأوان للأمم المتحدة لأن تتحرك لمحاسبة الحلف الإرهابي التركي السعودي القطري الإسرائيلي والذي يسعى لتدمير سوريا باستخدام الإرهاب وسفك دماء شعبها وقتل القضية الفلسطينية من أجل تحقيق مشروع ما يسمى بيهودية إسرائيل".
وفيما اتهم المندوب الإسرائيلي إيران بالوقوف وراء كل مصائب المنطقة شجبت إيران جرائم إسرائيل المستمرة بحق شعوب المنطقة على مدى سبعة عقود، واتهمتها بتعطيل المفاوضات النووية.
وقال مندوبها لدى الأمم المتحدة حسين غلام دهقاني "من المعروف جيدا أن النظام الصهيوني يخرب المفاوضات الجدية والرزينة بين إيران ومجموعة 5+1 لأن ذلك سيحرمهم من الذريعة لمواصلة الاحتلال والعدوان".
بدورها حثت روسيا على تفعيل دور اللجنة الرباعية والتعاون الدولي مع سوريا وإيران في الحرب على الإرهاب.
بالرغم من الطبيعة العاجلة للأوضاع الإنسانية والميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا تزال بعض الدول النافذة في مجلس الأمن الدولي تتعاطى مع هذه القضية كما لو أنها تحتمل التأجيل لعقود.
المصدر: الميادين