تفاصيل حديث الزعيم السيسي لجريدة ( عكاظ ) السعودية
ـ أقول لمن يخوض الانتخابات البرلمانية: المجال لا يتسع إلا للقادر على العمل دون البحث عن مكاسب شخصية
- نعمل حاليا على إصدار حزمة من التشريعات الاستثمارية للتيسير على المستثمرين العرب والأجانب
- معدل النمو الاقتصادي تحسن ليصل إلى 3.7 %.. ودرجة استقرار الاقتصاد ارتفعت دوليا من سلبي إلى مستقر
- "السيسي" ردا على ما يثار من شائعات عن عدم رضا الجيش عن الوضع العام: نابع من حقد البعض على العلاقة الراسخة بين الشعب وجيشه
وجَّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة لأبناء مصر بعد 4 أشهر من تسلمه السلطة، كان نصها: "أقول لأبناء مصر الآمال كبيرة والطموحات لا تنتهي، والعمل والتفاني والإخلاص هي السبل الوحيدة لتحقيق هذه الآمال والطموحات، ونحن في سباق مع الزمن، نحاول أن ننجز بمعونة من الله ما تحتاجه بلادنا على كافة الأصعدة وذلك بجهد وسواعد أبناء الشعب المصري وبمعاونة أشقائنا الأوفياء، وفي القلب منهم المملكة العربية السعودية، كما أنني أود أن أشكر الشعب المصري العظيم على وعيه وحسن تقديره للأمور، وتقبله لعدد من القرارات الصعبة.. ولكنها كانت ضرورية لإصلاح الخلل في الاقتصاد المصري، كما أود أن أشيد بالتفاف هذا الشعب حول الأهداف والمشروعات القومية، وليس أدل على ذلك من توفير 64 مليار جنيه خلال ثمانية أيام فقط من أجل تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة".
- اقتباس :
- الملف الليبي من أبرز البؤر الملتهبة على حدود مصر
وتابع السيسي رسالته للشعب خلال، حواره لصحيفة "عكاظ" السعودية"، بقوله: "إنني أجدد وعدي لهذا الشعب بتحقيق آماله وطموحاته، إلا أنني أؤكد مرة أخرى أن الجهد المشترك والعمل الجماعي والمشاركة المجتمعية تعد عاملا محوريا لتحقيق الخير والرخاء لوطننا، كما أن العمل السياسي في هذه المرحلة الدقيقة يتعين أن يراعي الأوضاع التي تسود مصر ومنطقة الشرق الأوسط، فالإصلاح المنشود يتطلب مزيدا من الوقت لتحقيقه دون اندفاع محفوف بالمخاطر، مع منح الفرصة للتجربة الديمقراطية المصرية لكي تنضج".
وحول ما دار في الحوار عن تجدد الفوضى في جامعات مصر، وكيفية التعامل مع الحالة الطلابية للمحسوبين على الإخوان وسواهم، قال السيسي: "إننا نؤسس لدولة سيادة القانون، التي تحترم استقلال القضاء وتؤمن بمساواته بين الجميع، من يسيء ويختار نهجا يستهدف النيل من مقدرات الوطن عليه أن يتحمل تبعات اختياره وأن يتحمل مسؤولية أفعاله، وأؤكد أن غالبية طلاب الجامعات المصرية لا يبغون سوى العلم والمساهمة في صناعة مستقبل هذا الوطن، ولكن القلة من المنتمين لهذه التيارات المنحرفة فكريا والمتطرفة عقائديا تحاول أن ترفع صوتها في محاولات يائسة للخروج عن النظام وتأليب الرأي العام، ولكنني أؤكد أن شعب مصر واعٍ ومدرك لمثل هذه المحاولات ولن يستجيب لها وسيعمل دائما على الإعلاء من مصلحة الوطن".
- اقتباس :
- القوات المسلحة تتحمل أعباء جسيمة الآن غير دورها الرئيسي في الدفاع عن أرض الوطن وشعبه
وردا على سؤال رئيس تحرير الصحيفة، حول ما يدور من شائعات صفيقة، عن أن هناك حالة من عدم رضا داخل الجيش عن الوضع العام برمته، وأن الجيش قد يضطلع بمهمة مماثلة لتلك المهمة التاريخية التي حفظت مصر من الانهيار، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "أي حديث يثار في هذا الاتجاه، إنما هو نابع من حقد البعض على العلاقة الراسخة بين الشعب والجيش، والتي لن تتزعزع بإذن الله بل تزداد متانة وقوة يوما بعد يوم".
وبسؤال "السيسي" عن رؤيته لوضع مصر الاقتصادي الآن، وتفسيره لبطء الدورة الاقتصادية واستمرار توقف مئات المصانع عن الإنتاج وتردد المستثمرين الأجانب في المجيء إلى مصر، في ضوء تأخر صدور أنظمة وتشريعات تحد من الإجراءات والقيود البيروقراطية، قال: "الاقتصاد المصري بخير ويتعافى.. وأستند هنا إلى لغة الأرقام.. فلقد شهد الربع الرابع من العام المالي 2013 - 2014، تحسنا في معدل النمو ليصل إلى 3.7 % وهو ما يشير إلى بدء دوران عجلة النشاط الاقتصادي بعد تحقيق الاستقرار السياسي، كما ارتفع حجم الناتج المحلي الإجمالي خلال العام 2013 / 2014 حيث قدر بنحو تريليوني جنيه، وبلغ معدل نمو الاستثمارات الكلية 12.9 % بإجمالي 280.6 مليار جنيه بعد أن كانت قد تراجعت بنسبة 3.7 % خلال عام 2012/ 2013 ما يعكس تحسن مناخ الاستثمار وعودة الثقة في الاقتصاد المصري، ولقد قامت مؤسسات التصنيف الاقتصادي الدولية، وآخرها وكالة (موديز) برفع درجة استقرار الاقتصاد المصري من سلبي إلى مستقر، وهو الأمر الذي يوضح أن خطط الحكومة على الصعيد الاقتصادي بدأت تؤتي ثمارها المرجوة".
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حديثه عن الأوضاع الاقتصادية قائلا: "أؤكد على أن إرث عقود من المشكلات المتراكمة لا يمكن تسويته في غضون أشهر قليلة.. فزمن المعجزات قد ولى.. إننا نعمل حاليا على إصدار حزمة من التشريعات الاستثمارية تتضمن تطبيق نموذج (الشباك الواحد) للتيسير على المستثمرين سواء المصريين أو العرب والأجانب.. وكلما تعافى الاقتصاد المصري، ازدادت الاستثمارات في مصر".
- اقتباس :
- غالبية طلاب الجامعات لا يبغون سوى العلم وقلة من المتطرفين تحاول الخروج عن النظام
أكد السيسي لصحيفة عكاظ السعودية، إن مصر آمنة مطمئنة، وأهلها في رباط إلى يوم القيامة، وستظل بعناية من الله آمنة، مصداقا لقوله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، مضيفًا انه يدعو جميع الأشقاء في المملكة من مستثمرين وسائحين لزيارة مصر.
وأضاف أن مصر مقبلة على مرحلة جديدة وستشهد إصدار حزمة تشريعات استثمارية ستجعلها من أكثر دول العالم جذبا للاستثمار، لافتًا أن الفرص واعدة وفي شتى المجالات التجارية والصناعية والزراعية، وكافة المقومات متوافرة.
تابع السيسي قائلًا: "إنني أثق في خيارات الشعب المصري وأعول عليه، وكما سجل نجاحات ملموسة في إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية سيكمل طريقه عبر إجراء الانتخابات البرلمانية لتكتمل بذلك المنظومة المؤسسية للدولة المصرية بانتخاب البرلمان المقبل، والشعب صاحب الكلمة الفصل والقادر على تمييز الغث من الثمين، أما من قتل أبناء هذا الشعب أو حرمه قوت يومه فلا أعتقد أن الشعب سيسمح له أن يتحدث بصوته أو أن يعبر عن آرائه أو أن يطالب باحتياجاته مرة أخرى".
ردًا على سؤال من سيخوضون هذه الانتخابات البرلمانية، أوضح قائًلا: " أثق في خيارات الشعب المصري، وأعاود تذكير الجميع بأن الصلاحيات الممنوحة للبرلمان المقبل موسعة، ومسؤولياته جسيمة، سواء في شق الرقابة على أعمال الحكومة أو في شق التشريع، حيث ستحتاج البلاد إلى صياغة وتعديل العديد من القوانين لتتوافق مع نصوص الدستور الجديد الذي أقره الشعب في يناير 2014، لافتا إلى إن الناخبين المصريين مدعوون إلى التدقيق وحسن الاختيار، والبعد عن الكلمات الرنانة والوعود الجوفاء، والتركيز من أجل اختيار العناصر التي لديها القدرة على الإنجاز والعطاء للوطن ولأبناء الشعب المصري".
ووجَّه السيسي حديثه لمَن سيخوض هذه الانتخابات قوله، "إن تولي السلطة في مصر أو القرب من دوائرها لم يعد مغنما، والمجال لا يتسع إلا لمن يجد في نفسه القدرة على العمل والعطاء الإنجاز دون البحث عن مكاسب شخصية أو مصالح ضيقة لن تتحق، وأذكرهم جميعا بأن الوصول إلى المنصب ليس نهاية المطاف، ولهم في الماضي القريب عبرة، فالشعب لن يسمح بالبقاء إلا للأصلح، وأدعو الأحزاب السياسية المصرية إلى العمل معا، فضلا عن تشجيع الشباب على المشاركة في الحياة السياسية والدفع بالكوادر الشابة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، يجب أن نعد جيلا ثانيا وثالثا من السياسيين والحزبيين والبرلمانيين، نجدد الدماء في شرايين مجلس النواب، ونمنح الفرصة لمن أشعلوا جذوة الثورة ليساهموا في صنع مستقبل مصر".
كما شدد "السيسي" على أن مصر تقيم دولة المؤسسات، والدولة الراسخة التي لا يرتبط أداء مؤسساتها بتغير النظم السياسية، ومؤسسة القوات المسلحة جزء عزيز ليس فقط من مؤسسات الدولة وإنما من نسيج هذا الوطن، موضحًا أن العلاقة بين الشعب المصري والجيش علاقة فريدة وقوية ووطيدة، فدور الجيش المصري لا يقتصر فقط على زمن الحرب وإنما يمتد في أوقات السلم، فعلى سبيل المثال تشارك القوات المسلحة في المشروعات القومية الكبرى وشق الطرق وإنشاء الكباري، فضلًا عن تقديم الخدمات العلاجية للعديد من المدنيين في مستشفيات القوات المسلحة، التي تنحاز دائمًا لإرادة الشعب، مضيفًا: ولأن هذه المؤسسة العريقة هي رمز الانضباط والالتزام فهي تؤدي دورها وواجبها الوطني على أكمل وجه وتتحمل أعباء جسيمة في المرحلة الراهنة تضاف إلى دورها الرئيسي في الدفاع عن أرض الوطن وأمن شعبه، إلا أن ذلك يتم في إطار الالتزام بدورها دون افتئات على صلاحيات لمؤسسات أخرى تجاوز لحدود دورها المشرف.
مشيرًا إلى أن مرحلة البناء المقبلة وما ستشهده من مشروعات ضخمة تتطلب توفير التمويل على كافة المستويات، إلا أن ذلك لن يمنعنا من تعبئة مواردنا الوطنية وتعظيم الاستفادة من مساهمات المصريين سواء بالداخل أو بالخارج، وذلك جنبًا إلى جنب مع جهود التعاون الدولي للمساهمة في تنفيذ المشروعات الوطنية، سواء من خلال المنح والمساعدات أو القروض الميسرة من مؤسسات التمويل العربية والإسلامية.
منوهًا في هذا الصدد، بالقروض التي يتم الحصول عليها من المؤسسات المالية الدولية، ومنها على سبيل المثال المفاوضات الجارية مع البنك الدولي للمساهمة في تمويل مشروع استصلاح المليون فدان، وأنها تزيد الثقة في الاقتصاد المصري وتؤكد على قدرته على الوفاء ببعض المعايير الاقتصادية التي تحددها هذه المؤسسات، ما يصب في صالح بيئة الأعمال في مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية، وكذا رفع التصنيف الائتماني لمصر، وهو ما حدث مؤخرًا بالفعل.
عن الملف الليبي، أوضح "السيسي" أنه أحد أبرز البؤر الملتهبة على حدود مصر، وتؤثر حالة عدم الاستقرار في ليبيا على الأمن القومي المصري، وتجلى ذلك بوضوح خلال السنوات الثلاث الماضية.
لافتًا إلى وجود تناحر بين فصائل مسلحة بعضها يرتدي ثوب الإسلام، وتدعمه بكل قوة بعض الأطراف الطامعة في زعزعة الاستقرار وتأجيج الصراع الداخلي وتشكيل أداة ضغط إرهابية على مصر، ويروجون إلى أن هناك في ليبيا حكومتين إحداهما إسلامية، والأخرى مشكوك في شرعيتها رغم أنها منتخبة شعبيا.
فيما حرص رئيس الجمهورية على التأكيد للحكومة الشرعية في ليبيا مساندة مصر الدائمة لاستقرار هذا البلد الشقيق، والذي لن يتحقق سوى بأن تمارس القوى الدولية ضغوطًا على الأطراف الداعمة لتأجيج الصراعات في ليبيا، من أجل أن توقف أفعالها.
موضحًا أنه في هذا الإطار جاءت استضافة مصر لمؤتمر دول جوار ليبيا في أغسطس الماضي، كما أعلنت مصر عن مبادرتها للتسوية السياسية السلمية للوضع في ليبيا، فضلًا عن استعداد مصر لتدريب القوات الليبية وتوفير متطلبات الحكومة الشرعية في ليبيا، ودعم المؤسسات الشرعية التي جاءت بإرادة حرة للشعب الليبي، وفي مقدمتها البرلمان والحكومة الجديدة، إضافة إلى دعم الجيش الوطني الليبي.
عندما سأل رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السيسي: هل "نحن بانتظار "سايكس بيكو" جديدة، جاء رد السيسي بسؤال استنكاري: "هل نتوقع؟" ثم أجاب: "لا"، وأن "سايس بيكو الجديدة بالفعل موجودة، وجار تنفيذ بنودها على الأرض".
كما أكد "السيسي" على أن ما نقوم به الآن في بلادنا، من تعزيز وترسيخ أركان الدولة المصرية القوية، وما يتم من تفاهمات عالية المستوى مع دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وغيرها يصب في هذا الاتجاه، ولا خيار لنا دونه ألبتة، مستكملًا: "كما قلت سابقا فإن وضع أيدينا معا، وتسخير قدراتنا وإمكاناتنا الهائلة لهذا الغرض كفيل بأن يعطل أي مشاريع تتم على حسابنا وضد مصالح أوطاننا وشعوبنا، وتابع أنه لحسن الحظ فإن الشعوب العربية وفي مقدمتها شعب مصر متنبهون لما يحاك ضدهم ويراد بأوطانهم ولن يدخروا أي جهد أو عطاء أو تضحية من أجل صيانتها.
منتديات القوميون الجدد