نتائج استطلاعات الرأي تفيد أن أوباما لن يسيطر على الكونغرس بعد 4 نوفمبر (تشرين الثاني)
استعدت أمريكا ليوم الانتخابات الكبرى وهي الأخيرة في ولاية أوباما. فسوف يقوم الناخبون يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) بتجديد قوام مجلس النواب للكونغرس الأمريكي كليا وثلث مجلس الشيوخ وبانتخاب 39 من محافظي الولايات وتغيير قوام مجالسها التشريعية ورؤساء مجالس مئات المدن.
وإضافة إلى ذلك ستجري في 40 ولاية أكثر من 140 استفتاء حول ألح المسائل ابتداء من حرية تناول الماريجوانا حتى فرض الضرائب على soft drinks ليشرب الأطفال جرعات أقل منها. وتجري مثل هذه الانتخابات في أمريكا مرة في سنتين.
وتعترف وسائل إعلام الجمهوريين والديموقراطيين بأن أكبر استفتاء بانتظار الصديق باراك.. صحيح أنه سينتخب الكونغرس غير أن نتائج انتخابه ستكون بمثابة امتحان لأوباما. ويبدو أنه سيكون صعبا.
تفيد تنبؤات الصحفيين والسياسيين أن أوباما لن يتمكن من السيطرة على الكونغرس بعد 4 نوفمبر (تشرين الثاني). فكانت للجمهوريين حتى الآن أكثرية المقاعد في مجلس النواب. وللديمقراطيين 53 مقعدا في مجلس الشيوخ وللجمهوريين 45. وبعد 4 نوفمبر (تشرين الثاني) قد تكون للجمهوريين أكثرية المقاعد النيابية – وتحديدا 60 مقعدا، و52 مقعدا في مجلس الشيوخ مقابل 45 مقعدا للديموقراطيين. وهكذا يمكن أن نقول وداعا لكونغرس الديموقراطيين.
وتجدر الإشارة إلى أن المشاعر السلبية التي يكنها الأمريكان لأوباما أصبحت شديدة إلى حد أن موظفي البيت الأبيض المسئولين عن تقديم صورة أوبما للجمهور على أحسن وجه لا ينصحونه بدعم هذا أو ذاك من المرشحين علانيا خوفا من أنه سيؤثر سلبيا على موقف الناخبين منهم.
كالعادة يدور الكلام أثناء انتخابات الكونغرس الأمريكي حول المشاكل الداخلية دون التطرق إلى موضوع الأزمات الخارجية. إلا أن الانتخابات القادمة مغايرة تماما إذ أن نتائجها ترتهن فيما ترتهن بتقييم سياسة أوباما الخارجية. وكتبت واشنطن بوست تقول إن إدارة أوباما تنتقل الآن من أزمة إلى أخرى. فتطلع من أوروبا ريحة الحرب الباردة. وتذرع الدولة الإسلامية بذور الفوضى في الشرق الأوسط أما ما يخص أفريقيا فأصابها وباء إيبولا المميت. غير أننا نرى أن ليست لإدارة أوباما إستراتيجية طويلة الأمد إزاء أي من هذه المسائل. وواضح أن كل ذلك سيطرح حتما مسألة قدرة الرئيس وفريقه على مواجهة الأزمات وعلى رؤية أمور أبعد من المسائل الآنية..
وأشار فلاديمير جيريخين نائب مدير معهد بلدان رابطة الدول المستقلة إلى أن موقف أوبما السطحي أنعكس بوضوح أيضا على نهج الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا. وقال:
لا يهمهم إطلاقا مصير أوكرانيا. فما تريده الولايات المتحدة هو أن تكون أوكرانيا مثل الصومال في أوروبا حتى يسبب مثل هذا الوضع مشاكل لروسيا ولأوروبا ويدق إسفنا بين موسكو وبروكسل ويؤدي إلى تدهور حالة الاقتصاد لكلا الطرفين، وذلك بغرض ضمان ديمومة الأوراق الزرقاء التي يطبعها الأمريكان. فقد تحولت الولايات المتحدة في عهد أوباما إلى منتج عالمي للدولارات غير المؤمنة..
منتصف الولاية الثانية وقت صعب عادة بالنسبة لجميع الرؤساء إذ يتضح فيه أنهم لم يحققوا حتى ولو ربع وعودهم الانتخابية. فتفيد نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة أن مستوى استحسان الناخبين لنشاط أوباما خلال فترة رئاسته هبط إلى 45 ونصف بالمئة. ولم يكن أدنى منه إلا مكانة جورج بوش الابن التي لم تزد على 39 بالمئة. وما من أحد يتذكر اليوم أن شخصية أوباما كانت تتمتع بشعبية خارقة قبل الانتخابات الرئاسية سنة 2008. فقد بلغت 83 إلى 89 بالمئة. وما من أحد يلبس فانيلات تحمل صورة الحائز على جائزة نوبل مكتوب عليها الأمل. ونحو أواسط ولاياته الثانية أصبح إخوانه السود يشكون في أن لون بشرته أسواد إلى الحد المطلوب في حين أن خبراء البيئة يشكون في أنه أخضر، إن جاز التعبير، بما فيه الكفاية بينما يزعج العنصريين أنه أسود. ويعتبره المتطرفون اليمينيون مسلما واشتراكيا وغير أمريكي، واليساريون المتطرفون – محافظا ومرتدا.
منتديات القوميون الجدد