الإخوان وأمريكا الحلقة الأخيرة
العلاقة بين الإخوان والأمريكان وصلت إلى ذروتها بلقاءات على أعلى مستوى وصلت فى بعض الأحيان إلى المستوى الرئاسي
[rtl]خاص: سعد الكتاتني كان مندوب الاتصال بالإدارة الأمريكية منذ 2007[/rtl]
[rtl]الإخوان لم يتحركوا من أجل الرسومات المسيئة للرسول بينما تظاهروا من أجل إرسال رسائل للأمريكان حول قوتهم[/rtl]
[rtl]أزمة حزب الوسط كشفت زيف الادعاء بوجود إصلاحيين داخل الجماعة[/rtl]
[rtl]..وتقرير عاكف كشف عن أن الإخوان يعملون فى مجال السياسة بروح الجندية[/rtl]
[rtl]ونصل إلى الحلقة الأخيرة فى سلسلة مقالاتنا حول علاقة الإخوان الاستراتيجية بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك حتى قبيل ثورة يناير 2011، وقد وصلنا فيما سبق حتى بداية الألفية الثالثة، وقلنا إن العلاقة وصلت إلى ذروتها بلقاءات على أعلى مستوى وصلت فى بعض الأحيان إلى المستوى الرئاسى، ورد الأمريكان بحضور مكثف لجميع محاكمات الجماعة ، الأمر الذى اعتبرته الحكومة المصرية تدخلا سافرا فى شئونها الداخلية، وبدأت التحركات إلى واشنطن، فتم التغاضى عن هذه الموضوعات ووعدت واشنطن بالأخذ فى الاعتبار حساسية تلك الموضوعات بالنسبة لمصر.[/rtl]
الجماعة استغلت سماح السلطات للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للسفر خارج البلاد للقاء المسئولين الأمريكيين
[rtl]وفى دراسة أعدتها الجماعة حول استراتيجية تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية تحمل عنوان، (رؤية الإخوان للسياسة الأمريكية وكيفية التعامل معها) انتهت الجماعة إلى وجوب استمرارية الإعلان عن معارضة الجماعة لسياسة الإدارة الأمريكية، مع استمرار السعى لفتح قنوات اتصال معها.. فى ذلك الوقت ( أواخر 2004 ) عقد التنظيم الدولى للإخوان اجتماعا فى العاصمة التركية إسطنبول، شارك فيه ممثلو الأجنحة الإخوانية بكل من (مصر ـ فلسطين ـ الأردن ـ الجزائر) تمت خلاله مناقشة الانفتاح على الإدارة الأمريكية انطلاقا من العلاقة القديمة والمستمرة بينهم.[/rtl]
كما استغلت الجماعة سماح السلطات للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للسفر خارج البلاد بالنظر لموقعه كأمين اتحاد الأطباء العرب للمشاركة فى المؤتمرات التى يشارك فيها مسئولون أمريكيون، ومن بينها مؤتمر عقد بالعاصمة التركية إسطنبول نهاية شهر أبريل عام 2005 تحت عنوان( الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى) شارك فيها من الجانب الأمريكى، ريتشارد ميرفى (المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأوسط) وجورج تينت (الرئيس السابق للمخابرات الأمريكية)، ومن الإخوان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
عبد المنعم أبوالفتوح ومهدي عاكف
كما التقى أيضا، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ومهدى عاكف، بالأمريكى جون شانك، وهو شخصية بارزة بالكونجرس الأمريكى خلال شهر سبتمبر عام 2004، والذي أبلغهما استعداد السفير الأمريكى بالبلاد لاستقبال قيادات الجماعة والاستماع لوجهة نظرهم واقتراحه تشكيل وفد إخواني لزيارة أمريكا، والالتقاء بالمسئولين بوزارة الخارجية.
سعد الكتاتني التقى ستاني هويد زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي وأصبح حلقة الوصل بين جماعة الإخوان والإدارة الأمريكية
[rtl]كما عقد ممثلو الحكومة الأمريكية عدة لقاءات مع العديد من الرموز الإخوانية ونوابها بمجلس الشعب من بينها لقاء النائب السابق محمد سعد الكتاتنى ( مسئول الكتلة البرلمانية للإخوان) بزعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكى «ستانى هويد» بمنزل السفير الأمريكى بالقاهرة فى ٤/4/٢٠٠٧ خلال حفل الاستقبال الذى أقامه السفير الأمريكى بالبلاد بمناسبة زيارة وفد الكونجرس للقاهرة، وسبق هذا اللقاء، لقاء آخر للنائب سعد الكتاتنى بالمستشار السياسى للسفارة الأمريكية بالقاهرة للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مارس2007، حيث أبلغه الدبلوماسى باختياره كمندوب اتصال بين جماعة الإخوان والإدارة الأمريكية.[/rtl]
الجماعة حاولت إشاعة جو من الفوضى وزعزعة الاستقرار فى مصر بتبنى الدعوة للعصيان المدنى بالبلاد لكن وعي المصريين أحبط مخططها
[rtl]انصياع إخوانى للأمريكان:[/rtl]
[rtl]ومن أبرز المؤشرات التى تؤكد انصياع الجماعة لرغبات الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى موقفها من الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، التى أوجعت أقباط مصر قبل مسلميها عدا جماعة الإخوان، التى لم يحرك لها ساكن باستثناء بيان هزيل، أصدرته الكتلة البرلمانية الإخوانية، فى الوقت الذى طالبت فيه بتنظيم مظاهرات مليونية للتنديد بموضوعات كالتعديلات الدستورية، أو مد قانون الطوارئ أو الدفاع عن القضاة، وقامت الجماعة بتنفيذ وصية كوندوليزا رايس، حول ما أسمته بالفوضى الخلاقة، الذى اتفق أغلب المحللين السياسيين على أنه مصطلح وضع لوصف أى نوع من أنواع الفوضى التي تصب فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، وليس أدل على ذلك من مقال للباحث الأمريكى ( مايكل ماكفيل) فى مجلة ( البوليسى ريفيو) قال فيه إنه لم يعد فى وسع الولايات المتحدة الحفاظ علي الوضع الراهن فقط، فهى تسعى إلى التغيير وهذه المهمة لابد أن تكون عدوانية بطبيعتها.[/rtl]
[rtl]ولم تكذب الجماعة خبرا، حيث قامت الجماعة مؤخرا فى محاولة لإشاعة جو من الفوضى وزعزعة الاستقرار فى مصر بتبنى الدعوة للعصيان المدنى بالبلاد تنفيذا لوصية أسوأ وزيرة خارجية للولايات المتحدة فى تاريخها. لكن رغبة الشعب المصرى الواعى فى الاستقرار حالت دون أن تصل إلى غايتها.[/rtl]
سياسة المشاركة مع المنظمات الإسلامية، وبخاصة مع الأجنحة الإصلاحية فيها هى الخيار البناء الوحيد المتاح أمام المنظمات والحكومات التي تعتقد أن تنمية الديمقراطية فى الشرق الأوسط هى ف
[rtl]مراكز البحوث الأمريكية والدعوة للحوار مع الإخوان:[/rtl]
[rtl]قبل ذلك بقليل ، وفى مارس 2006 كان عدد من الباحثين بمؤسستى كارنيجى اندومينت للسلام الدولى وهيربرت كواندت، قد أكدا فى دراسة مشتركة حملت عنوان المناطق الرمادية: الحركات الإسلامية والعملية الديمقراطية فى العالم العربى، على أن سياسة المشاركة مع المنظمات الإسلامية، وبخاصة مع الأجنحة الإصلاحية فيها هى الخيار البناء الوحيد المتاح أمام المنظمات والحكومات التي تعتقد أن تنمية الديمقراطية فى الشرق الأوسط هى فى مصلحة الجميع.[/rtl]
[rtl]بنى هؤلاء الباحثون استنتاجهم الأخير على فرضيتين أساسيتين، الأولى: تمثلت فى عدم وجود إمكانية لتشجيع أى عملية للتحول الديمقراطى أو على الأقل التحول الليبرالى، دون أن يحدث فى نفس الوقت نفوذ متزايد للحركات الإسلامية، وذلك فى معظم الدول العربية.[/rtl]
[rtl]والثانية: أن المساعدات الديمقراطية سواء فى شكلها المحايد فيما يتعلق بتدريب جميع الأحزاب السياسية، أو حتى فى شكل التمويل المباشر للأحزاب العلمانية ومنظمات المجتمع المدنى، لن تؤدى إلى تغيير هذه الحقيقة، نظرا للضعف الشديد الذى تعانى منه تلك الأحزاب، بالإضافة إلى انعدام شعبيتها فى الشارع العربى.[/rtl]
[rtl]وأقرت الدراسة ـ فى الوقت نفسه ـ بوجود عدد من المناطق الرمادية فى فكر وأيديولوجية ومواقف الحركات الإسلامية لا يمكن إحداث تغيير جذرى عليها فى المدى المنظور، مشددة على أن حسم هذا الغموض فى موقف تلك الحركات من هذه القضايا، هو المحدد الأساسى الذي سيقرر ما إذا كان صعودها سيقود بلدان العالم العربى، فى نهاية المطاف، إلى الديمقراطية أم إلى شكل جديد من النظم السلطوية ذات الطبيعة الإسلامية، وحدد الباحثون المناطق الرمادية بست مناطق أساسية هى: الموقف من الشريعة الإسلامية، والعنف، والتعددية، والحقوق المدنية والسياسية، وحقوق المرأة، والأقليات الدينية.[/rtl]
الدراسات لم تستطع الوصول لسبب محدد وراء صعود التيار الإسلامى السياسى فى المنطقة العربية، طوال سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى
[rtl]الملاحظة الأولية على هذه الدراسة المهمة ـ من حيث ما وصلت إليه من استنتاجات ـ هى عدم تحديد الأسباب الحقيقية وراء صعود التيار الإسلامى السياسى فى المنطقة العربية، طوال سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، واعتمادها آلية التصويت فى الانتخابات البرلمانية عاملا وحيدا لحسم وقياس شعبية التنظيمات السياسية، دون النظر إلى ضعف نسب التصويت فى مجمل البلدان العربية، وشيوع ظاهرة الأغلبية الصامتة، التى لا تشارك فى العملية السياسية من قريب أو بعيد بما فى ذلك التصويت فى أى انتخابات، برلمانية كانت أم بلدية، إضافة الى ظواهر أخرى لا تقل أهمية مثل التصويت الاحتجاجى الذى أدى لنجاح هذا الكم الكبير من مرشحى الإخوان فى مصر عام 2005، وكذا ظاهرة تفتيت الأصوات نفس الظاهرة التي اعتمدت عليها الإخوان كتكتيك انتخابى أدى إلى خروج عدد لا بأس به من مرشحى الحزب الحاكم من الجولة الأولى عام 2005 أيضا، وهو ما لم ترصده أو تشر إليه الدراسة من قريب أو من بعيد عند تقييمها لحجم شعبية الإخوان فى الشارع.[/rtl]
[rtl]وبغض النظر عن هذه الملاحظات الأولية، التي كان من الممكن أن تحدث فرقا ملحوظا فى الاستنتاجات التى توصلت إليها الدراسة لو تمت العناية بها، فإننا نود أن نطرح عددا من الأسئلة نراها أكثر ارتباطا بتلك الاستنتاجات النهائية، وهى تلك المتعلقة بتشديد الدراسة على وجود صراع حقيقى بين جناحين كبيرين فى الحركات الإسلامية والسؤال هنا، ما هو شكل ومدى هذا الصراع؟ ومن الذى يمسك بكل خيوطه الفاعلة، إن وجد ـ؟ وهل بالفعل مجرد حدوث انفراج ديمقراطى حقيقى فى المجتمع يعزز من دور ذاك الجناح المسمى بالإصلاحى داخل تلك الحركات؟![/rtl]
[rtl]وهنا لا بد ونحن نختم تلك السلسلة من المقالات ( ولا أقول الدراسة فقد جاءت على عجل بحكم المناسبة)، أن نجيب على تلك الأسئلة ونبدأ بالسؤال الأول متخذين من جماعة الإخوان المسلمين ـ كبرى الحركات الإسلامية فى العالم العربى ـ نموذجا.[/rtl]
كشفت أزمة حزب الوسط، وما نتج عنها من فصل لعدد من أهم قادة جيل الشباب داخل جماعة الإخوان النقاب عن الكذبة الكبرى التى راح البعض يلوكها زمنا طويلا حول وجود تيارين داخل الجماعة
[rtl]أزمة حزب الوسط :[/rtl]
[rtl]لقد كشفت أزمة حزب الوسط، وما نتج عنها من فصل لعدد من أهم قادة جيل الشباب داخل جماعة الإخوان النقاب عن الكذبة الكبرى التى راح البعض يلوكها زمنا طويلا حول وجود تيارين داخل الجماعة أحدهما نعتوه بالإصلاحى.[/rtl]
[rtl]لقد قدم مؤسسو حزب الوسط برنامجا للمراجعة الشاملة لسياسات الجماعة، تضمن التاريخ والحركة والفكر، ظنا منهم أن هذا دور يجب عليهم القيام به من أجل نهضة التنظيم وتقدمه.[/rtl]
[rtl]وتضمنت رؤية الوسطيين فيما يتعلق بالتاريخ ضرورة دراسة الأخطاء الكبرى التى ارتكبتها الجماعة، وأهمها إنشاء النظام الخاص والأعمال الإرهابية التى قام بها، وكذلك الصدام مع عبد الناصر ومسئولية الجماعة عنه، ومشروعية عودة الجماعة فى السبعينيات، وطريقة اختيار المرشد وقتها، كذا الطريقة التى اتبعها رجال النظام الخاص فى الاستحواذ على القرار داخل الجماعة، وأخيرا إهدار الفرصة التاريخية التى قدمها إليهم الرئيس الراحل أنور السادات حينما رفضوا عرضه بإنشاء حزب سياسى.[/rtl]
[rtl]وشملت رؤيتهم للمراجعة الحركية ضرورة التحديد الدقيق والحاسم للشكل التنظيمى الذي يجب أن تعمل من خلاله الجماعة، إذ لا يجوز الجمع بين شكل الجماعة الدعوية والحزب السياسى، فالأول ملك للأمة وناصح أمين ومعين لها على اختياراتها، أما الثانى فمنافس للقوى السياسية الموجودة.[/rtl]
أزمة الجماعة كما وصفها "ماضي" كانت في توظيف وتجنيد المواطنين في عملية تبدو فى الظاهر لمصلحة التنظيم والحقيقة أنها كانت لخدمة أفراد
[rtl]ولفتت توصياتهم الخاصة بالمراجعة الفكرية إلى أهمية مراجعة أفكار ورؤى الجماعة، بما فيها مؤسسها ـ حول قضايا المرأة والعمل الحزبى والمجتمع الجاهلى واستخدام القوة فى التغيير، كذا الأفكار المتعلقة بالمواطنة والتعددية والنظرة إلى السلطة الحاكمة، وقضايا قبول الآخر والديمقراطية والمرجعية الإسلامية.[/rtl]
[rtl]فماذا كانت النتيجة؟!. تم فصل هؤلاء الشباب، على خلفية موقفهم السابق، كما تم إصدار تحذيرات مشددة تقضى بعدم التعامل معهم إضافة إلى سحب جميع التوكيلات الممنوحة إلى وكيل المؤسسين من قبل أعضاء الجماعة.[/rtl]
[rtl]لقد لخص المهندس أبو العلا ماضى، أحد أهم قادة الجيل الوسيط السابق بالإخوان، أزمة الجماعة بالقول: كنا نجمع الناس من كل مكان، وهم يوظفونهم عبر عمليات تجنيد، تبدو فى الظاهر لمصلحة التنظيم، ولكنها فى واقع الأمر كانت تصب فى خانة الانتماء لهم كأشخاص على خلفية مبدأ السمع والطاعة.[/rtl]
[rtl]تلك هى الحقيقة المريعة، التى لا يعرفها سوى من اكتوى بنارها، إذ لا يوجد ما يسمى بتيارين داخل حركة الإخوان، إنما هو مبدأ واحد يسيطر على الجميع، السمع والطاعة، دون مناقشة ومن يعترض ليس له مكان داخل الجماعة.[/rtl]
[rtl] إن هذه الحركات تعمل فى مجال السياسة بروح الجندية (سبق أن قرأنا هذا التوصيف فى مذكرة عاكف عندما كان يتحدث عن محاذير العلنية فى أمريكا.. راجعه) ، تيار واحد وفلسفة واحدة يمثلها جيل واحد، يرى أن هذه الجماعة هيئة جامعة سياسية واجتماعية واقتصادية، وبجملة واحدة دولة داخل الدولة. فهل هذا ما تريد مراكز البحوث الأمريكية أن تتبناه إدارتهم، وتقوم بدعمه فى مواجهة كل قوى المجتمع المدنى بجميع أشكالها وانتماءاتها من أحزاب ومؤسسات وجمعيات وحركات سياسية.[/rtl]
المناطق الضبابية الست التى أشارت إليها الدراسة لا يمكن حسمها لا بشكل كلى ولا بشكل جزئى، لصالح تقدم تلك المجتمعات سواء على المدى المنظور أو على المدى الطويل
[rtl]المناطق الضبابية والمجهول:[/rtl]
[rtl]إن المناطق الضبابية الست التى أشارت إليها الدراسة لا يمكن حسمها لا بشكل كلى ولا بشكل جزئى، لصالح تقدم تلك المجتمعات سواء على المدى المنظور أو على المدى الطويل، لأن حسمها على هذا المستوى الذى أشارت إليه الدراسة يعنى أننا سنكون أمام حركات أخرى قد يطلق عليها أى تسميات غير مسمى الحركات الإسلامية، إن تغييرا أو تبديلا جذريا يطرأ علي موقف الحركات الإسلامية من تلك القضايا سيقلبها إلى حركات ليبرالية عادية، وهو ما ثبت استحالته فى جميع التجارب القديمة والحديثة، لأن هذه العملية ستكون بمثابة عملية تفريغ لهذه الحركات من محتواها وتوجهها الحقيقى، لن ينجح إلا عبر اختفاء تلك الحركات نفسها، وبالتالى فإن المنطق يدفع باتجاه دعم قوى وجاد وفعال ليس للأجنحة الإصلاحية (غير الموجودة) داخل الحركات الإسلامية ذات المناطق الضبابية، وإنما لمؤسسات المجتمع المدنى بكل أشكالها وصورها (أحزاب وجمعيات ومنظمات وحركات سياسية واجتماعية) فى مواجهة ذلك الغول المتغول المسمى بالحركات الإسلامية، هذا إذا أردنا خيرا لهذه المجتمعات ولمجمل المجتمع الإنسانى، فمن جهة نحن ندفع تلك الحركات إلى إحداث أكبر عملية تغيير فى بناها الفكرية والحركية، ومن جهة أخرى نشد من عضد قوى المجتمع المدنى الحية حتى تنهض تلك المجتمعات بسواعد مجمل أبنائها وليس بسواعد البعض دون الآخرين.[/rtl]
منتديات القوميون الجدد