مناورة عربية لضرب المشروع النووي الإيراني
لم تجد إيران وسيلة أفضل من دعم الخلايا الشيعية الكامنة في الدول العربية مثل ما حدث في البحرين
سوريا تشهد معركة بالوكالة بين إيران متمثلة في النظام السوري وأمريكا متمثلة في المعارضة "المعتدلة"
لابد من إيجاد إستراتيجية عربية محكمة لإعادة المنطقة إلى بر الأمان بعد موجات "الفوضى"
المصالح والأسباب التي دفعت أمريكا إلى طاولة المفاوضات مع إيران في طريقها إلى الزوال
قرار تشكيل قوة إقليمية عربية مشتركة أو "ناتو عربي" للتصدي للتهديدات المحدقة بالمنطقة ربما يكون القرار الأصوب للم الشتات العربي ومواجهة تداعيات حالة الفوضى التي اجتاحت المنطقة بعد موجة "الربيع العربي" التي اجتاحت دول المنطقة في 2011 وجعلتها لقمة صائغة للطامعين شرقا وغربا.
فتحركات الحوثيين الراهنة في اليمن ومساعيهم لزعزعة الاستقرار، ما هي في واقع الأمر سوى حلقة جديدة من مسلسل المد الشيعي الذي تقوده إيران لبسط نفوذها في البلاد، بدءا من العراق وسوريا.. وحتى اليمن، التي قد تفتح لها أبواب مصر وشمال أفريقيا.
وعلى الرغم من أعوام العزلة الطويلة التي عاشتها إيران في الشرق الأوسط، إلا أن الربيع العربي أعاد إليها الأمل في إمكانية التحول إلى قوة إقليمية محورية.
ويبدو أنها لم تجد وسيلة أفضل من دعم الخلايا الشيعية الكامنة في الدول العربية، مثل ما حدث في البحرين في 2011 والتي عرفت بأحداث 14 فبراير.
ففي ظل الثورات المتلاحقة المطالبة بالديمقراطية والتغيير في المنطقة، استغل شيعة البحرين الفرصة لإشعال الاضطرابات وإثارة الفوضى من خلال الدعوة للقضاء على النظام الحاكم.. والمطالبة بمزيد من الحقوق والحريات والشيعة.
ولكن هذه الانتفاضة كانت أشبه ما تكون بـ"زوبعة في فنجان" سرعان ما تمكنت قوات الأمن البحرينية بدعم عسكري سعودي من السيطرة عليها والقضاء عليها في مهدها.
إيران.. والعراق
ولكن إيران كانت قد وجدت ضالتها في العراق، فقد حرصت الولايات المتحدة منذ بداية غزوها للعراق في 2003 على إثارة الخلافات والشقاق بين الشيعة والسنة وتجلى ذلك من خلال تولي سلطة شيعية للحكم في العراق منذ بداية الحرب الأمريكية وحتى الآن.
وهذه الحكومات كانت عادة ما تتحرك وفقا لأجندة إيرانية محكمة، تقضي بالقضاء على السنة والانتقام منهم ردا على كل ما ارتكبه نظام الرئيس الراحل صدام حسين من جرائم في حق الشيعة من قبل ومع الوقت، نجحت إيران في التدخل السياسي والعسكري في العراق، خاصة في ظل حالة الكراهية والرفض الشعبي للتواجد الأمريكي في البلاد.
إيران.. في سوريا
وبالطبع لا يخفى على أحد الدعم الإيراني الكامل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ولا يمكن الفصل بين النفوذ الإيراني في سوريا وحالة الفوضى والثورة والشقاق التي اجتاحت البلاد.
فسوريا كانت ولا تزال ميدان معركة بالوكالة بين إيران متمثلة في النظام السوري والولايات المتحدة متمثلة في المعارضة "المعتدلة" – كما تصفها أمريكا- وهو ما نتج عنه ظهور تنظيمات طفيلية إرهابية متطرفة مثل "داعش" استغلت الصراعات وحالة الفوضى في المنطقة لتحقيق مكاسب طائلة.
الدعم الأمريكي للسعودية.. والملف النووي
ولكن مع بداية أحداث اليمن، أبدت أمريكا دعما واسعا للتحركات السعودية السريعة للتصدي للمد الحوثي في جنوب الجزيرة العربية، إلى جانب التحركات المصرية السريعة للسيطرة على مضيق باب المندب لحماية واحد من أهم الطرق التجارية في العالم.
فقد سارع البيت الأبيض للتأكيد على الدعم اللوجيستي والمخابراتي الكامل للتحركات السعودية والغربية.. وهو ما أثار كثيرا من التساؤلات حول مدى تأثير الموقف الأمريكي من أزمة اليمن على المفاوضات النووية مع إيران والمفترض أن تنتهي المهلة النهائية للتوصل لاتفاق بعد أيام قليلة.
الاتفاق النووي..الحلم أصبح مستحيلا
ولكن يبدو أن المصالح والأسباب التي دفعت أمريكا إلى طاولة المفاوضات مع إيران في طريقها إلى الزوال، فمن أهم الأسباب التي دفعت إدارة الرئيس باراك أوباما إلى التفاوض مع عدوها الأول والأخطر في الشرق الأوسط هو التصدي لتنظيم داعش الإرهابي.
ففي ظل الخوف الأمريكي من التدخل البري لمحاربة داعش، ظهرت إيران كحل أكثر واقعية لمواجهة العدو على الأرض بعد أن فشلت الغارات الأمريكية في إنجاز المهمة.
القوة العربية.. هي الحل
ولكن في مواجهة كل هذه الأحداث يتأكد أن "الناتو" العربي هو الحل لحماية المنطقة العربية من التهديدات والتدخلات الأجنبية المتلاحقة.
فالمنطقة لازالت تجني ثمار حالة الفوضى الناجمة عن الربيع العربي ولابد من إيجاد استراتيجية محكمة لإعادة العالم إلى بر الأمان.
التجمع العربى للقوميون الجدد