تدفق المغاربة على ليبيا يفجر أزمة ديبلوماسية بين الجزائر والرباط
اعتقلت السلطات الجزائرية، امس السبت، عشرات الرعايا المغاربة بعد القبض عليهم متجهين نحو الأراضي الليبية، إثر ورود تقارير استخباراتية تفيد باحتمال انضمام هؤلاء إلى جبهات القتال ومعسكرات التدريب التي يديرها تنظيم “داعش” الإرهابي في ليبيا.
واستدعى الظرف، استدعاء الخارجية الجزائرية لسفير المملكة المغربية إلى مكتب وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، مساء السبت، الذي أطلع رئيس البعثة الدبلوماسية على “مسألة التدفق المكثف وغير العادي لرعايا مغربيين قادمين من الدار البيضاء باتجاه ليبيا عبر الجزائر الذي لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة”.
وطالبت الحكومة الجزائرية، من المغرب اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تدفق رعاياه على الجزائر باتجاه الأراضي الليبية بعد تزايد أعدادهم بشكل رهيب خلال الآونة الأخيرة، ما يستلزم التصدي لهذا الوضع “المقلق”.
وعبر الوزير الجزائري لشؤون المغرب العربي وإفريقيا عن امتعاض بلاده من هذه الظاهرة المقلقة، معتبرًا أن السياق الأمني الراهن بالغ الحساسية ويستدعى التحلي بيقظة كبيرة، وهو ما يعزز مخاوف الحكومة الجزائرية من تحول الرعايا المغاربة إلى جبهات القتال ومعسكرات التدريب المتواجدة بليبيا.
وأفاد بيان أصدرته الخارجية الجزائرية في وقت لاحق أن الحكومة قررت هذه المرة “وبصفة استثنائية” السماح بعبور الرعايا المغربيين المتواجدين حاليا بالجزائر العاصمة و الحائزين على وثائق إقامة أو عمل في ليبيا.
وتابع المصدر أن المسافرين الذين لا يتوفرون على مبرر لتنقلهم إلى ليبيا تقرر ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي،عبر توفير وسيلة نقل تضمن إعادة الرعايا المعتقلين إلى المغرب دون توضيح إن كان ذلك سيتم عبر رحلة جوية أو عبر الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ 1994.
وطالبت الحكومة الجزائرية على لسان وزيرها لشؤون إفريقيا والمغرب العربي، السلطات المغربية بإبداء حسن النية في “وقف زحف رعايا بدون مبررات أو مسوغات قانونية”، وحملتها مسؤولية “التأخر” عن أي تنسيق أمني وسياسي يجري حاليًا بين بلدان المنطقة لاسيما في الجانب المتعلق بــ”إجراءات ترحيل الرعايا كما هو حاصل بين الجزائر وتونس”.
وتوحي العبارة التي استشهدت فيها الحكومة الجزائرية بالتعاون القائم مع تونس في مجال ترحيل رعايا البلدين، برفض المغرب القيام بإجراءات مماثلة، ما يعزز عدم وجود “تعاون وتنسيق أمني” بين أكبر بلدين في المغرب العربي، خلافًا لتصريحات سابقة اتضح أنها لا تخرج عن سياق “المجاملات البروتوكولية” في المناسبات والأعياد.
----------------
.