ربما يظن البعض أن الفوضى الخلاقة التى حدثت ومازالت فى الشرق الأوسط فعلتها أمريكا من أجل "جمال العرب " الفوضى ذلك المصطلح السياسى المعقد ، وهو ما يعنى تكوين حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث نتيجة قيام أشخاص معينه بدون الكشف عن هويتهم من أجل تعديل الأمور لصالحهم,أو تكوين حاله إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة من أشخاص معروفه من أجل مساعده الآخرين في الاعتماد على نفسه ، لقد تخيل البعض أن امريكا تريد حقاً مساعدة العرب والشرق الأوسط ، ودلل البعض على ذلك بما أدلت به وزيرة الخارجية الأميركية "كونداليزا رايس " بحديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية في مطلع عام 2005.
واذاعت حينها وزيرة الخارجية عن نية الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية بالعالم العربي والبدء بتشكيل مايُعرف ب "الشرق الأوسط الجديد " , كل ذلك عبر نشر " الفوضى الخلاقة " في الشرق الأوسط عبر الإدارة الأميركية ، والواقع الأن يؤكد أن الأمور خرجت بطبيعتها بداية من تونس ومصر وما بعدها من دول عربية ، بعد كبت وموت للإحياء فى تلك الدول من مستوى المعيشة والظلم والفساد ، وبدأت أمريكا فى تنفيذ خطتها الفوضى الخلاقة من أجل تقسيم بعض الدول العربية من جديد وهيمنة واضحة تديرها من خلال شبكة مصالحها المختلفة وتعديل الدفة لما تريده هى ، فزرعت الخوف لدى حكام الأنظمة العربية مما سوف يحدث لهم من الثورات العربية ، إلى جانب أن هؤلاء الحكام يخشون على الكراسى والمصالح فكان طبيعياً السعى من أجل اجهاض تلك الثورات والتحالف مع أى أحد دون رؤية لما سوف يحدث فى منطقة الشرق الأوسط، ونجحت امريكا فى خطوات تطبيق ما كانت تسعى اليه من فوضى خلاقة ، خاصة أنها كانت قد بداتها مع الغزو الأمريكي للعراق الذي قادته عام 2005، حيث انتشرت بعض فرق الموت والأعمال التخريبية التي اتهمت بأنها مسيسة من قبل الجيش الأمريكي وبعض المليشيات المسلحة التي تؤمن بأن الخلاص سيكون لدى ظهور المهدي المنتظر والذي سوف يظهر بعد حالة من انعدام الأمن والنظام.
وهو بداية الأعداد لصناعة "داعش" التى أطلقت أجنحتها فى الأرض تسعى فساداً تحت راّية الاسلام ، والاسلام برىء منهم ، الا أن الفوضى الخلاقة التى بداتها أمريكا قد أخذت منحنياً يصعب سيطرة أمريكا عليه بعد أن دخلت أطراف أخرى على خط مثل أيران والدب الأبيض المريض روسيا ، اضافة الى التحالفات الجديدة فى المنطقة العربية ، مثلاً تركيا والسعودية وقطر ، مع توسع دائرة الفوضى الخلاقة فى كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا ، مع دوشة داعش ومشتقتها ولاية سيناء وغيرها فى مصر ولبنان وتونس والجزائر إلخ
إن القادم لا محالة سوف يكون مفاجأة لم خططت له أمريكا للشرق الأوسط ،اضافة إلى صداع الهجرة الغير شرعية والشرعية بعد نزوح الالاف العرب إلى دول العالم هرباً مما يحدث فى بلادهم .
بقلم : السيد الربوة