التدخل الأمريكي السافر في الشأن الليبي تفوق مؤخرا علي نفس التدخل الأوروبي السافر الذي كان في الشأن الليبي و كأن هنالك سباق محموم بين مصالح الطرفين أفضى إلي هذا الخروج العلني و المتميز للو م أ .
معلوما ذلك الخلاف و التضارب الغربي الذي حدث منذ حوالي السنة بين مصالح دول عصابة حلف النيتو ففي النهاية السياسة مصالح و الذي يفرض نفسه بالقوة هو من سيفوز بالقطعة الأكبر من كعكة النفط الليبي .
الأموال المجمدة ذهبت مع الريح و لم يبقى إلا النفط و المشاريع الإنمائية للصراع حولهما و كلاهما يحتاجان لعودة الأمن و الإستقرار لذلك نسأل : لماذا أمريكا هي من تتحدث اليوم عن قضية القبر المجهول للشهيد معمر القدافي ؟
صحيفة " الواشنطن بوست " المقربة من اللوبي الصهيونى و الحزب الجمهورى لا تنشر خبر من دون خلفيات و أهداف فهي تعرف عن طريق " برنار ليفي " أن الطريق نحو أي تسوية داخل ليبيا تبدأ من هذا القبر المجهول ، و الصحيفة إدعت من خلال الخبر الذي نشرته أن عائلة القائد الشهيد عرضت علي المدعو " أنور الصوان " ممول جماعة مصراتة بالسلاح مبلغ 25 مليون دولار مقابل الحصول علي حقيقة موقع دفن جثمان القائد الشهيد و إبنه و وزير دفاعه لكن هذا الأخير رفض الرد إيجابيا و قدم شروطه الخاصة بضرورة الإعتدار أولا ؟؟؟
هذه الصحيفة التي وصفت لنا لون و ماركة الهاتف النقال دو اللون الأصفر الكنارى المليء برسائل التهديد و الوعيد من قبل أنصار الفاتح و الذي بحوزة هذا المدعو " أنو الصوان " يحتاج مثل هذا الخبر للتأكيد ، أما الغريب في الأمر فهو المبلغ المعروض فلو كانت عائلة الشهيد تملك نصفه لعرضت المبلغ علي أسياد " المزاريط " فهم علي إستعداد ليبيعون أنفسهم مقابل الحصول عليه لكن الإشكالية لا تكمن هنا و إنما تكمن في تاريخ و طريقة نشر الخبر ؟؟؟
سبق و أن تم إتهام أفراد من العائلة بتحويل الملايين من الأموال الليبية من باب " رمتنى بدائها و أنسلت " و كأن العالم يجهل حقيقة من سرق و من نهب ثروة الليبيين و لماذا قام العدوان أصلا علي ليبيا و من بعده إنتشار هذا الفساد المالي المستشرى بشكل عمودى منذ سقوط طرابلس و مشاكل البلاد و العباد التي لا تنتهى ، هي محاولة قديمة بائسة لن تجدى نفعا مع الحقائق و الوقائع الدامغة .
منطقيا الوحيدون الذين يعرفون مكان القبر المجهول عددهم قليل جدا و بغض النظر إن كان دُفن في البر أو في البحر فإمكانية العثور عليه تبقى واردة جدا لأن الأمر لا يحتاج لبحث و تحقيق في الساحة الجغرافية الواسعة لليبيا بقدر ما يحتاج لمعلومة مؤكدة تقدمها إحدى الإستخبارات الغربية أو أحد الذين شاركوا في موكب نقل و دفن الجثمان و هنا الأمر سيان بمجرد تحول سياسي يعيد الجماهيرية لأصحابها و لا يحتاج الأمر لأكثر من إنتخابات حرة و نزيهة يقول فيها أنصاار الفاتح كلمتهم الأخيرة أو عمل عسكري ميداني يقول فيها الشعب المسلح كلمته الأخيرة .
بمعنى أخر هناك محاولات عدة داخليا و خارجيا قصد منع حدوث إنقلاب ما قد يحدث في المستقبل القريب نتيجة لأسباب موضوعية ـ لا داع لذكرها ـ إنقلاب لا يبقى و لا يدر شيئا و لكن هذه المحاولات ستفشل حتما لأن مفعولها مثل الأسبرين الذي يحاولون به علاج مرض السرطان .
عموما نقولها و نكررها : قبر الشهيد القائد معمر القدافي سنجده حتما اليوم أو غدا و سنقيم له جنازة مهيبة تليق بمقامه و سنعيد دفنه في المكان الذي قرره هو رحمه الله أو تقرره عائلته الكريمة .
نقطة إلي السطر