ماذا يحدث في العاصمة طرابلس؟
و لماذا فجأة إنقلبت الأمور و صارت الأوضاع المعيشية لا تطاق ؟
ما علاقة ذلك بالإنقطاع أو القطع المتعمد للكهرباء ؟
أسئلة كثيرة صارت تدور إن سياسيا أو إعلاميا أو عسكريا تنبؤ أن شيئا ما سيحدث و أن الطبخة التى كانت تُطبخ علي نار هادئة صارت جاهزة اليوم ليتدوقها آهالي طرابلس تحديدا فإما " سم هارى " أو " طعم لذيذ " ؟
عمليات القتل و الخطف و التعديب و السرقة و النهب و الفوضى زادت مؤخرا علي معدلاتها السابقة ، هذا يعني أن جهة ما قد تكون إستخباراتية تريد إستباق التغيير القادم الذي صار قاب قوسين أو أدنى من الإنفحار بعد التدهور المعيشي علي جميع المستويات و حتى تزيد الطين بلة هاهي تقطع الكهرباء علي الناس و هي بذلك تقطع في عمليات التواصل و الإتصال بين آهالي المدينة بعيدا عن مشكلة الثلاجة ؟
تقاتل الميليشيات و تهريب آخر الأموال المنهوبة و المسروقة من قبل قادة هذه الميليشيات وصل إلي حده الأقصى ، و أفراد الميليشيات صاروا يعلمون أن قضية التخلص منهم صارت قضية وقت فالقادة سيهربون و هم سيحاسبون و بالتالي هم اليوم يحاولون تخليص أنفسهم من المأزق الذي وصلوا إليه بأي طريقة كانت و هذا ما يفسر حالة الإستنفار و التخبط العشوائي الذي هم عليه اليوم ، بالإضافة إلي أن المتربصين بهم الذين يوجدون علي بعد أميال قليلة منهم صاروا على أهبة الإستعداد ، كما أن " مصراتة " اليوم غارقة في أوحالها لا تستطيع تقديم الدعم العسكري و البشري إليهم و بالتالي نحن اليوم أمام مُتغير ينتظر فقط في من يرمي بعود الثقاب لتشتعل و تلتهب المدينة من أقصاها إلي أقصاها .
هذا فضلا علي الخطر الداخلي الذي نمى بشكل كبير داخل طرابلس نتيجة الوعي الشعبي و نتيجة أخطاء و حماقات و جرائم الميليشيات فقد صاروا يعيشون الجحيم وسط هذا العداء المحيط بهم من كل إتجاه و قريبا سيتخلى عنه أقرب المقربين .
هناك نظريتين تفسران ما يحدث في طرابلس : نظرية المؤامرة و نظرية حان وقت الحساب ، فأما الأولى فعلينا أن نخشاها لأن مُخطيطها و داعميها من الإستخبارات الغربية التي تتحكم في طرابلس بغض النظر عن الدمى التي تستخدمها من المقاتلة إلي حكومة السراج و هي تحاول إفتعال حرائق هامشية لإمتصاص لهب الحريق الأكبر ، أما النظرية الثانية فهي النظرية الطبيعية من باب تحصيل حاصل فالأمور وصلت إلي حدها الأقصى و لم يعد مستبعدا حدوث السونامي في أي وقت قادم و المستفيد من هكذا إنقلاب أو إنفلات هي جماعة حفتر و قبيلة ورشفانة .
عموما .. إنتظرنا ستة سنوات و نحن علي نفس العهد و الوفاء و لن يضرنا شيئا إذا ما إنتظرنا بضعة أيام أو أسابيع لنرى العلم الأخضر و هو يرفرف في الساحة الخضراء ثانية .
في إنتظار ذلك علينا أن نعلم أن " السماء لا تمطر ذهب " و ما حك جلدك سوى ظفرك و أن ساعة الحسم إقتربت أكثر من أي وقت مضى فالزعيم القائد الشهيد " معمر القدافي " قد قالها لكم إستمروا ...
و إن لمنتظرون ؟