تصريحات المتحدث باسم الإنقاذ ضد القوى المدنية تثير جدلا سياسيا.. قيادات بالجبهة يردون: لم نتخل عن مبادئ الثورة وسنظل داعمين لها.. وعلى القوى الثورية الاصطفاف حول خارطة الطريق.. المعارك الفرعية ستعطلنا
تباينت ردود الأفعال، حول تصريحات المتحدث باسم جبهة الإنقاذ، عزازى على عزازى، التى اتهم فيها النخبة بأنها تستخدم الشعب وتتركه خارج المشهد، وترمى بنفسها فى سفينة نجاة مضمونة اسمها المؤسسة العسكرية، مضيفا أن القوى المدنية تكاد تفعل بالشعب ما كان يفعله الإخوان، ففيما رأى سياسيون أن تباطؤ القوى المدنية يشير إلى تخليها عن مسئوليتها، شدد البعض على القوى الثورية ضرورة الاصطفاف حول تنفيذ خارطة الطريق.
من جانبه، أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن تباطؤ حركة القوى المدنية يشير إلى تخليها عن مسئوليتها تجاه الشعب، لكنها لا زلت قادرة على إحياء دورها، وعليها أن تزيل انطباعا بأنها تخلت عن الشارع.
وأضاف عبد المجيد، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه ينبغى على القوى المدنية والديمقراطية أن تتحمل مسئوليتها، وتدرك أن مصر فى حاجة إلى عمل جاد وسريع، لملء الفراغ السياسى، وأنه لن يملأ هذا الفراغ إلا أنصار 25 يناير و30 يونيو معًا.
وأشار عبد المجيد، إلى أن مصر تواجه أخطارًا جديدة فى هذه المرحلة على رأسها خطر العودة إلى ما قبل 25 يناير، إذا لم تتحمل القوى المدنية مسئوليتها وتكون على قدر مستوى اللحظة الحالية.
فيما طالب عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى والقيادى بجبهة الإنقاذ، القوى الثورية بالتركيز على استكمال خارطة الطريق بدلاً من الاهتمام بما اعتبره المعارف الفرعية غير المفيدة، مؤكدًا أن خارطة الطريق هى الاختبار لنجاح الموجة الثورية الجديدة.
وأضاف شكر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الأكبر والأهم الآن هو معركة الاستفتاء على الدستور، ومدى نجاح قوى الثورة فى حشد أكبر عدد ممكن من المصريين أمام الصناديق، مشيرًا إلى أن التركيز فى معارك أخرى غير المعركة الأساسية ممثلة فى الدستور ضار على استكمال خارطة الطريق والوصول إلى الدولة المدنية الحديثة.
من ناحيته، أكد السفير سيد المصرى، رئيس حزب الدستور، أن الحزب لم يتخل عن مبادئه الثورية التى تأسس عليها منذ أول يوم لظهوره على الساحة السياسية، من بين أعضاء قوى شباب الثورة، وأنه لا صحة عن أن الحزب تخلى عن هذه المبادئ.
وأضاف المصرى، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن الحزب سيظل داعما للشعب المصرى فى تحقيق مبادئ الثورة من العيش الكريم، والحرية والعدالة الانتقالية، وسيكون شعاره أهداف الثورة والتطلع إلى الدولة المدنية الحديثة طوال مشواره.
بينما أكد المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصرى، أن القوى المدنية ليست طرفا واحدا، وأن بعضها استطاع أن يستفيد من التغيرات التى طرأت على المشهد وحصد المغانم، موضحا أن هناك آخرين حافظوا على مواقفهم المناضلة من أجل المصلحة العامة، ولن يتنازلوا عنها بالرغم من أن المشوار قد يطول، مشددا على أن من سيقف أمام مصالح الشعب مآله النسيان.
وأضاف شعبان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المتحدث باسم جبهة الإنقاذ، عزازى على عزازى، عليه أن يرجع إلى القوى التى ينتمى إليها سواء كانت التيار الناصرى أو التيار الشعبى، لمحاولة علاج ما يراه من مشكلات، لأن الاعتزال الآن ليس فى صالح الثورة، والأفضل أن يقدم ملاحظاته التى بنى عليها موقفه بأن القوى المدنية تخلت عن الشعب، للوصول إلى حلول فى صالح الثورة.
واعتبر رئيس الحزب الاشتراكى المصرى، أن اتهام عزازى النخبة بخيانة مواقفها تجاه الشعب، يهدر حق من لم يساوموا على مبادئهم ومازالوا يدفعون فى طريق انجازها، مشيرا إلى أن الحديث عن تأيد القوى السياسية للفريق عبد الفتاح السيسى، يرجع إلى دوافع المؤيدين أو المعارضين لهذا القرار، لأن هناك أكثر من رؤية داخل القوى المدنية منها من يدفع بترشحه ومنها من لا يؤيد، والاثنان يهمهم مصلحة البلد.
فيما استنكر السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، تصريحات عزازى على عزازى، مؤكدا أنها مجرد إرهاصات وحالة شرود عن الواقع.
وأوضح العربى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الفترة المقبلة ستشهد حالات شرود أخرى، نظرا إلى الاضطراب وعدم وضوح الرؤية، لافتا إلى أن النخبة لا تستخدم الشعب المصرى كما صرح عزازى، ولكن الشعب هو الذى لجأ للقوات المسلحة بـ30 يونيو، للتخلص من حكم الإخوان دون أن تطلب منه النخبة.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق، أن القوات المسلحة فى احتياج إلى ظهيرها الشعبى كما يحتاجها الشعب فى الفترة الدقيقة التى تمر بها البلاد، مشيرا إلى أن تصرف الشعب ولجوئه إلى القوات المسلحة، كان تصرفا تلقائيا دون توجيه أو طلب من أحد.
كان عزازى على عزازى المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطنى، وعضو مجلس أمناء التيار الشعبى، قد أكد أنه يفكر فى الانسحاب من جبهة الإنقاذ واعتزال العمل السياسى، لأن النخبة السياسية فى مصر تستخدم الشعب.
وأشار عزازى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم لسابع"، إلى أن الشعب صاحب المصلحة فى التغيير وفى الثورة منذ اللحظة الأولى يتم استخدامه، بعدما يقدم التضحيات، مؤكد أن النظام الانتقالى الذى أعقب ثورة 25 يناير، أبعد الشعب عن الحكم بتسهيل مهمة الإخوان فى الاستيلاء على السلطة باسم الشعب وتزوير الصناديق.
وأضاف عزازى: "عندما جاء نظام الإخوان وأقصى الشعب تماما لصالح الأهل والعشيرة، ونحن الآن أمام استقطاب زائف ونتائجه وخيمة، لأنه كما تم تقسيم البلد بشكل ظالم أيام الإخوان إلى مدنيين وإسلاميين، تقسم الآن إلى أنصار الإخوان وأنصار الجيش، وأما عن أنصار الشعب فيمتنعون".
وتابع عزازى: "أننا نتحدث عن الشعب صانع التغيير وعن الجيش الظهير لهذه الإرادة، ولا يحق للقوى المدنية الحديث باسمه، ثم تترك الشعب خارج المشهد وترمى بنفسها فى سفينة نجاة مضمونة اسمها المؤسسة العسكرية".
ولفت المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطنى، إلى أن القوى المدنية تكاد تفعل بالشعب ما كان يفعله الإخوان، وعليهم الرأفة بالجيش، الذين يتحدثون باسمه ظلما وبهتانا
المصدر منتديات القوميون الجدد.