كواليس لقاء السيسى ورسول بوتين لمصر
بين مبالغة وترحيب شعبى كبير.. وهدوء وتحفظ عسكرى رسمى، تأتى زيارة الوفد الروسى رفيع المستوى والأهم من نوعه لمصر منذ أربعين عاما، فى أجواء سياسية واقتصادية غير مسبوقة.. يتزامن معها احتفالات بحرية بمرور وزيارات لوحدات حربية روسية لشواطئ البحر الحمر والمتوسط. وبين أنباء عن صفقة أسلحة روسية لمصر تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار.. وبين أسئلة عن كيفية السداد فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وهل تصب تلك الصفقة فى مصلحة التخلص من الضغوط الأمريكية، خاصة أن روسيا تمتلك أنظمة متطورة جداً فى الدفاع الجوى والطائرات والصواريخ متعددة المدى؟ يراهن المواطن العادى على أن مصر يمكنها الاعتماد على السلاح الروسى الأقوى فى الشرق ردا على تقليص الولايات المتحدة للمساعدات العسكرية، بينما للخبراء العسكريين رأى آخر..
اللواء محمود خلف، قائد الحرس الجمهورى الأسبق والخبير العسكرى، رفض المبالغة فى تقدير الاتجاه العسكرى المصرى إلى موسكو، وأكد خلف أننا لسنا «متلهفين» على السلاح الروسى، قائلا: «جيش مصر هو الأكبر والأقوى بين دول الشرق الأوسط، وبالتالى لا يجوز أن نتحدث عن اعتماد أحادى على التسليح الشرقى أو الغربى».
وأوضح خلف فى تصريح لـ«الصباح» أن السلاح الروسى ليس بديلا عن المساعدات العسكرية الأمريكية، فنحن نعتمد الآن أكثر من أى وقت مضى على سياسة «التنويع» فى مصادر التسليح.
اللقاء الذى جمع بين الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، صباح الخميس، وسيرجى شويجو، وزير الدفاع الروسى بمقر وزارة الدفاع بكوبرى القبة، استمر لمدة ثلاث ساعات حيث أجريت لوزير الدفاع الروسى مراسم الاستقبال الرسمية بمقر الوزارة فى دلالة على عودة قوية لعلاقات الثنائية التى يمتد تاريخها إلى نحو سبعين عاما.
وكشف اللواء خلف أن تقارب الإدارة الروسية مع أى دولة يتم بتسلسل منطقى، حيث تأتى فى البداية شخصية معلوماتية وهو ما حدث بزيارة رئيس المخابرات الروسية منذ أسبوعين، ودورها يكون التجهيز للصفقات العسكرية، ثم يأتى وزير الخارجية والمنوط به الخطوط الرئيسية لأى اتفاقات، أما أن يأتى وزير الدفاع الروسى فمعناه أن الاتفاق قد اكتملت أركانه وأنه سيتم توقيع اتفاقات عسكرية بالفعل.
وأشار خلف إلى أن الجيش المصرى سبق وأن غير مصادر تسليحه ثلاث مرات من قبل، الأولى بداية من السلاح البريطانى الفرنسى، ثم السلاح الشرقى من تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتى منذ الخمسينيات وحتى حرب أكتوبر، ثم السلاح الأمريكى منذ توقيع اتفاقية السلام.
الأمانة العامة لوزارة الدفاع بكوبرى القبة شهدت توافد الخبراء الروس لإتمام اللمسات الأخيرة على الاتفاقية قبيل وصول وزير الدفاع وفى التاسعة من صباح الخميس عقب استقبال الوزير الروسى من قبل كبار مستقبليه، وعلى رأسهم الفريق صدقى صبحى، رئيس الأركان، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، تم عقد جلسة مباحثات ثنائية منفردة لمدة نصف ساعة ثم انضم إليها رئيس الأركان ومساعدو الوزير منهم اللواء العصار مساعد الوزير لشئون التسليح، واللواء ممدوح شاهين مساعد الوزير للشئون القانونية، بينما كان فى الوفد الروسى المرافق لوزير الدفاع «أندرو بويتسوف» النائب الأول لمدير الدائرة الاتحادية الروسية للتعاون العسكرى التقنى وممثلو شركة الأسلحة الروسية «روسوبورون إكسبورت».
وضحت مصادر خاصة لـ«الصباح» أن لقاء اليوم يأتى تتويجا لسلسلة من اللقاءات الثنائية، ولم تتم فيه مناقشة التفاصيل الدقيقة للقطع التى تود مصر شراءها من روسيا، لكنه رسم خطوطا عريضة للمستقبل مع توقيع للاتفاقات التى تم إتمامها بالفعل.
وأشار المصدر إلى أن الجيش المصرى وضع شروطا للتعاون العسكرى مع روسيا، منها ألا يقتصر التعاون على بيع الأسلحة لمصر، وإنما يمتد إلى التصنيع المشترك، على أن تساعد روسيا مصر فى إقامة قاعدة لتصنيع أسلحتها محليا، وكذلك عدم تدخل الجانب الروسى فى المجالات السياسية المصرية أو الضغط عليها بأى شكل.
كما شدد المصدر إلى أنه تم الاتفاق على استمرار زيارات الوفود العسكرية ومنها للتدريب فى روسيا وزيارة للخبراء لمصر.
ومن ناحية أخرى، كشفت مصادر إسرائيلية عن قلقها من زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروس لمصر، خاصة أن التعاون العسكرى بين القاهرة وموسكو سيكون الهدف الرئيسى لتلك الزيارة وستحصل مصر على أسلحة متطورة تهدد التوازن العسكرى بين البلدين».
ورغم أن بنود الاتفاقية تشهد تكتما مصريا رسميا شديدا، كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن مصر ستحصل على أسلحة وأنظمة دفاعية وهجومية متطورة ستجعلها قادرة على تغيير التوازن العسكرى لصالحها، كما سيتغير شكل المنطقة تماماً من خلال السماح للسفن الحربية الروسية المتطورة أيضاً بالدخول للموانئ المصرية، الأمر الذى يقلق أمريكا وإسرائيل.
ومن الأسلحة الحديثة التى ستحصل عليها مصر -وفقا لموقع «ديبكا» الإسرائيلى- أنظمة دفاع جوى متطورة قادرة على اكتشاف طائرات الشبح والقاذفات الثقيلة والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى صواريخ اعتراضية يمكنها إسقاط الصواريخ فى السماء، وهو ما سيجعل مصر أقوى دولة فى المنطقة تمتلك أنظمة دفاع جوى.
وقالت المواقع الإسرائيلية إنه سيمكن لمصر بهذه الطريقة تأمين الأجواء السعودية، وسيمكن من خلال الأسلحة التى سيتم وضعها على الحدود الشرقية المصرية تأمين الحدود الغربية للمملكة السعودية أيضا، لهذا ستقوم السعودية بتمويل تلك الصفقة والتى تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار.
واختتمت المصادر الإسرائيلية بأن البند الثانى فى صفقة الأسلحة يشمل منظومة أسلحة هجومية متطورة، من بينها صواريخ «أرض أرض» قادرة على الوصول لأى دولة فى المنطقة، ويصل مداها إلى إيران.
المصدر منتديات القوميون الجدد