مجلة أمريكية:كتائب القذافي تعود لـ«تحرير ليبيا»
قالت مجلة أمريكية ان المعارك المستعرة في جنوب ليبيا ليست مجرد اشتباكات قبلية، بل تمثل «تحالفا ممكنا» بين جماعة عرقية سوداء ليبية والقوات الموالية للقذافي.
القاهرة(وكالات)
نشرت مجلة «كاونتر بوش» الأمريكية ذات التوجه الاشتراكي تقريرا يسلط الضوء على النزاعات المسلحة في ليبيا منتقدة الحكومة التي ثبتها حلف شمال الأطلسي ، والتي وصفتها المجلة بـ« الاستعمارية» وفق ما نقله موقع «البوابة نيوز» المصري..
وسردت المجلة ما حدث في 18 جانفي، حيث اقتحمت مجموعة من المقاتلين المدججين بالسلاح قاعدة جوية خارج مدينة «سبها» في جنوب ليبيا، وطردت منها القوات الموالية لحكومة علي زيدان، واحتلت القاعدة.
ونشرت تقارير أن العلم الأخضر للجماهيرية الليبية يرفرف في عدد من المدن، ولكن تلك المعلومات لا يمكن التحقق منها، ولكن ما أثبتته هو أن الحرب مستمرة في ليبيا.
واستعرضت المجلة الحالة المزرية للقبائل السوداء في ليبيا، على الرغم من الخطاب الذي برر التدخل الغربي «الديمقراطية» و»الحرية» في ليبيا، فإن الواقع الآن على النقيض من كل هذا الخطاب، خاصة بالنسبة إلى الليبيين ذوي البشرة الداكنة الذين شاهدوا الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تراجعت مع انتهاء حكومة معمر القذافي الليبية، حيث كانت تتمتع بقدر كبير من المساواة السياسية والحماية بموجب قانون القذافي، ولكن في فترة ما بعد القذافي تجردوا من كل تلك الحقوق، وبدلا من دمجهم في دولة ديمقراطية جديدة، تم استبعاد منهجي للجماعات الليبية السوداء.
وأشارت المجلة إلى تقرير بثته «هيومان رايتس ووتش» أن هناك جريمة ضد الإنسانية تتمثل في التهجير القسري الجماعي، ومنعت ميليشيات مصراته 40 ألف شخص من بلدة تاورغاء من العودة إلى ديارهم التي طردوا منها ، إضافة إلى القصص والصور المروعة عن جرائم القتل والاغتصاب، وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية، ترسم صورة قاتمة للغاية لحياة هذه الجماعات في ليبيا على حد قولها.
وقد وثقت منظمة العفو الدولية في عام 2011 عددا من جرائم الحرب الصارخة التي قام بها ما يسمون بـ«المقاتلين من أجل الحرية» في ليبيا، رغم أن وسائل الإعلام الغربية تصفهم بـ«المحررين»، واستغلت تلك الجماعات الحرب لتنفيذ إعدام لليبيين السود، وكذلك مع العشائر المتنافسة والجماعات العرقية، على النقيض مما فعله القذافي مع السود الليبيين والعمال المهاجرين من الدول الأفريقية المجاورة.
وذكر التقرير أن اشتباك الجماعات العرقية السوداء مع الميليشيات العربية، ينبغي أن يفهم في سياق نضال تلك الأقليات من أجل السلام والمساواة، ويوضح هذا الصراع أيضا أن «عدوان» حلف الناتو لم يكن لحماية المدنيين وحقوق الإنسان، وإنما تغيير النظام الاقتصادي والجيوسياسي، لأن الغالبية العظمى من السكان، بمن فيهم الأقليات العرقية السوداء، في حال أسوأ مما كانت عليه في عصر القذافي.
واعتبرت المجلة في تحليلها أن مناوشات 18 جانفي قد تشير إلى تحالف قادم بين القبائل الموالية للقذافي، والأقليات المتضررة من الواقع السياسي الجديد، لمحاربة الميليشيات المتطرفة والحكومة المركزية والقبائل المتحالفة معهم.
المصدر منتديات القوميون الجدد