أرجوكم لا تتركوا مصر وحدها
بقلم الكاتب السعودى ... سعود السمكه
إذا كان العرب عليهم دين لمصر، فإن دول منظومة مجلس التعاون مثقلة بدين مصر.
*فمصر، بعد الله سبحانه، لها فضل في تعليمنا، نحن أبناء الخليج،
فقد كانت حكوماتها ومنذ أربعينات القرن الماضي، ترسل بعثاتها التعليمية لدولنا حين كنا نعاني من الفقر، وترسل بعثاتها التطبيبية حين كنا نعاني المرض، وكانت رواتب هذه البعثات تدفعها الحكومات المصرية.
*ومصر، التي كانت من أغنى الدول العربية، وضعت ثرواتها ودماء شبابها طيلة الخمسين سنة الماضية في سبيل قضية العرب الأولى (فلسطين)، وما زالت.
*ومصر التي قادت القوات العربية لحفظ سيادة واستقلال الكويت عام 1961 حين هدد المقبور عبدالكريم قاسم (رئيس العراق آنذاك) باجتياحها تحقيقا لحلم مريض كان يراود حكام العراق.
*ومصر التي كانت في صدر المشاركة وجبهات القتال بجيشها البطل من أجل تحرير الكويت والدفاع عن بقية دول منظومة مجلس التعاون من الاحتلال العراقي .
*ومصر هي التي وضعت لنا قواعد وأسس الفقه الدستوري، وهي التي وضعت لنا اللبنات الأولى المتعلقة بالتشريعات القانونية، وعلمتنا كيف نمتهن علم محراب العدالة بشقيه الجالس والواقف (قضاة ومحامون)
*ومصر كانت، وستظل، خط الدفاع الأول عن قضايانا ولحماية سيادتنا.
ان مصر تمر اليوم بظروف استثنائية، بل غاية في الاستثنائية،
وهي اليوم أشد ما تكون حاجة لاشقائها العرب ليشكلوا لها حائطاً يسند ظهرها لمواجهة عدو الداخل ومؤامرات الخارج.
وان الحائط الذي يتمتع اليوم بجميع عناصر الاسناد هو الحائط الخليجي، الذي حتما سوف يشكل بقوته الاقتصادية والاعلامية والدبلوماسية بعداً اساسياً لمصر لكي تحقق الانتصار على عدو الداخل ومؤامرات الخارج.
ان الموقف الخليجي، بلا شك، موقف مشرف، اذ نهض مسرعاً منذ الساعات الاولى لتأييد الشعب المصري الذي خرج بملايينه الثلاثين الى الشوارع ليستعيد بلده من الاختطاف الاخواني، حيث بادرت الدول الخليجية الى الاسناد الاقتصادي والسياسي وعلى الجبهات الدبلوماسية.
غير ان ضراوة المعركة التي يخوضها الشعب والجيش وقوات الأمن المصرية على اكثر من جبهة تحتاج الى مزيد من الاسناد،
خصوصاً اذا كان عدوه الداخلي، المتمثل بالاخوان المسلمين، يتمتع بتمويل من التنظم الدولي للاخوان، اضافة الى تمويل من دول ما زالت مصرّة على تحقيق حلمها في رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد اذا ما استطاعت العبث بالجغرافيا المصرية - لا سمح الله - ومن هذه الدول حكام الكيان الصهيوني.
إن علينا ان ندرك جيداً كدول خليجية ان مصر هي بعدنا الاستراتيجي وهي الحضن الدافئ،
وان عزنا من عزها وكرامتنا من كرامتها، فإذا ما ضعفت مصر - لا سمح الله - ضعفت كرامتنا وتلاشى عزنا وتداعت علينا الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها! وقتها لا مال ينفع ولا أمن يمنع.
لذلك مطلوب منا وواجب علينا، كما يمليه واجب الاخوة، ان نفزع كدول خليجية لمصر بكل ما نملك من قوة، حكومات وشعوبا، باعتبار ان أمننا وكرامتنا وسيادتنا معلقة في ارض الكنانة، فإن هوت - لا سمح الله - هوينا جميعا.
لذلك، أرجوكم لا تتركوا مصر وحدها
منتديات القوميون الجدد