الخطاب السياسي بين السعودية وإيران يهدأ حيناً ثم يتوتر على خلفية تباينهما في أزمات المنطقة، لكن التوتر بين تركيا وإيران أكثر حدة في تعرضه لتغيير الجغرافيا السياسية.
السعودية تسعى للحد من تنامي التأثير الايراني في سوريا والعراق وتركيا تحافظ على خطاب هادىء مع طهران
التوتر بين السعودية وإيران يتفاوت في صعوده وهبوطه، بحسب مجريات الأحداث في المنطقة، وبحسب اختلاف موقعهما في الأزمات الاقليمية المتشابكة بالتدخلات الدولية.
فعلى الرغم من الاختلاف العقائدي بينهما الذي يؤدي أحياناً إلى خطاب صاخب، لا يسعى الطرفان إلى مس جغرافية كل منهما. فإيران تحرص على عدم تفتيت جغرافية العالم الاسلامي، وتترك بذلك هامشاً للتلاقي مع السعودية على تنازلات متبادلة، أملاً بوحدة اسلامية بين الدول الاقليمية يوماً ما.
في المقابل، لا تأمل السعودية بالمراهنة على إمكانية ضعضعة دولة قوية ثابتة، مثل إيران، إنما تحاول مناوئتها في أزمات المنطقة، للحد من تنامي التأثير الايراني في سوريا والعراق وغيرهما.
على خلاف هذا المسار، حافظت تركيا وإيران على خطاب هادىء طيلة سنوات الخلاف الحاد، بشأن الأزمة السورية، وأحداث العراق. فالعلاقات الثنائية استمرت مطردة، يحكمها تبادل المصالح العليا الثابتة، فوق الخلافات السياسية المتحولة.
غير أن تركيا التي أخذت تشعر بخطورة ارتداد الأزمات الاقليمية على أراضيها، بحسب تحذير المعارضة التركية، اختارت ما يسميه البعض، مسعى تغيير الجغرافيا السياسية الاقليمية لصالحها، أملاً بتوسع النفوذ والمصالح.
التمادي التركي بالاستعداد لاقامة منطقة نفوذ آمنة في الأراضي السورية، حذرت منه إيران برد فوري حاسم، فهو قد يقطع الأمل بالمراهنة على القوى الاقليمية في حل سياسي محتمل للأزمة السورية، وربما يفتح باب تعميم الفوضى في السباق على تفتيت بلدان المنطقة.
في هذا السياق يؤكد خطاب الرئيس التركي في جامعة مرمرة، المخاوف الايرانية، حين يشير إلى دور تركيا في العودة إلى ما قبل سايكس ــ بيكو.
هذا الأمر استدعى تحذير إيراني من العثمانية الجديدة، كما استدعى تأكيد تركيا على حماية أمنها القومي، لكن هذا التوتر يصيب أسس التوازن الاقليمي بين الدولتين، بل ينذر بمخاطر طريق اللاعودة.
المصدر: الميادين