نور الهدى المدير العام
عدد المساهمات : 887 تاريخ التسجيل : 12/11/2013 الموقع : مصر
| موضوع: مغزى الاحتفال بزكرى المولد النبوى الشريف 03/01/15, 01:10 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم من طبق سنة النبي ارتقى و سعد في الدنيا و الآخرة : إنّ في الإرشاد إنشادًا، و إنَّ في الإنشاد إرشادًا، بِمَعنى أنَّ الإنسان يطرَبُ أشَدّ الطَّرَب للحقيقة، وبِمَعنى أنَّ النَّشيد الحَسَن يُحَرِّك أعْماق النَّفْس، بعضهم قال: "مديح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يكْشف لك عن كنوزك المَخْبوءة في أعماق نفْسِك، ولكنَّه ليس بالكِيسِ المملوء الذي يُفْرَغُ في خزائِنِك الخاوِيَة، فلا بدَّ مِن أن تمتلئ خزائِنُكَ عن طريق العِلْم، فإذا جاء الإنشاد كشَفْتَ هذه الخزائِن، ومَضْمونها". النبي عليه الصلاة والسلام سيِّدُ الخَلْق، وحبيب الحقّ، وسيِّدُ ولَدِ آدَم، والإنسان الأوَّل، والمَخْلوق الأوَّل الذي بلَغَ سِدْرة المنتهى، فَهُوَ في مقامٍ لا يرْفَعُهُ مديحُنا، ولا يضَعُهُ مديحُنا، ونحن في حالٍ لا يُجْدينا أنْ نَمْدَحَهُ دون أن نتَّبِعِ سُنَّتَهُ. إنسان يَحْمل أعلى شهادة، وآخر لا يقرأ ولا يكتب، فهذا الذي لا يقرأ ولا يكتب مهما مدَحَ هذا العالم، فهذا العالِم في مكانِهِ، والجاهل في مكانِهِ، ولكن متى يسْتفيد هذا الذي لا يقرأ ولا يكتب؟ حينما يسْلك سبيل هذا العالِم، إذًا مديحُهُ رائِع، ومديحُهُ يَكْشف لنا كنوزَنا المَخبوءة في أعماق أنفسنا، ويُحَرِّك مشاعِرَنا، ويُبْكينا، ولكنَّنا لا نرقى عند الله إلا إذا سَلَكْنا طريقَهُ، واتَّبَعْنا سُنَّتَهُ، لأنَّ الله تعالى يقول: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ [سورة الأحزاب: 21] كيف كان في بيته ؟ كيف كان في أسرته ؟ ومع زوجاتِهِ ؟ كيف كان مع جيرانه؟ ومع أصحابِهِ ؟ وكيف كان وهو في فَقْر ؟ وكيف كان وهو في غِنًى ؟ وكيف كان وهو في نَصر ؟ وكيف كان وهو في قَهْر ؟ هو قُدْوَة لنا وأُسْوَة حسنة لنا، الله جل جلاله يقول: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ [سورة الأحزاب: 21] الذي أراه أنَّ الاحْتِفال بِعيد يوم المولِد يجب أن يسْتَمِرّ طوال العام، بالمعنى الدقيق هو أن تقْرأ سنَّته وتأخذ ما أعْطاك وتَنْتَهي عمَّا نهاك، لأنَّ الله عز وجل يقول: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [سورة الحشر: 7] هذا هو المَوْقف العَمَلي وهذا الذي يرْفَعُنا ويرْضى به الله عنا، أما نحن وما نحن عليه والنبي في أعلى عِلِيِّين إذا مَدَحْناهُ نَسْعَد، ولكنَّنا لا نرْقى إلا باتِّباعِهِ وتطبيق شريعته، لا نرْقى إلا إذا كانت سُنَّتُهُ في بيُوتِنا، وفي أعْمالِنا، وفي أفْراحِنا وحزْننا، وفي حِلِّنا وترْحالِنا، وفي أثناء الأزمات التي نُعانيها، إذا طبَّقْنا سُنَّتَهُ ارْتَقَيْنا وسَعِدنا. ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ [سورة الأحزاب: 21] لِمَن ؟ لِكُلّ الناس ؟ لا والله، إنَّما لِمَن كان يرْجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا، فإذا رَجَوْتَ الله تعالى ورَجَوْتَ طاعَتَهُ نَجَوْتَ أن يُعافيك وأن يَغْفِرَ لك، ورَجَوْت جنَّتَهُ وحِفْظه ونَصْرهُ وتأييدَهُ، كلّ هذا لِمَن كان يرْجو الله واليوم الآخر، إذا نَقَلْتَ اهْتِماماتك إلى الدار الآخرة وعمِلْتَ للجنَّة واتَّقَيْت النار، عِنْدَئِذٍ يكون النبي عليه الصلاة والسلام أُسْوةٌ حسَنَةً لك، أما الذي أراد الدنيا، فأُسْوَتُهُ الدنيا، والذي أراد العلوّ في الأرض أسْوتُهُ العالون في الأرض، أما الذي أراد ما عند الله، وأراد الآخرة، وذكر ما عند الله ؛ فهذا الذي يبْحث عن سيرة النبي لِيُطَبِّقَها، ويقتَفِيَ أثَرَهُ، ويتَّبِع سُنَّتَهُ. علو مقام النبي الكريم : لقد جاء النبي إلى الحياة، وأعطى كلّ شيء ولم يأخذ شيئًا، فكان عند الله تعالى في أعلى مرتبةٍ على الإطلاق، يَكْفيه أنَّ الله سبحانه وتعالى أقْسَمَ بِعُمُرِه الثَّمين قال تعالى: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [سورة الحجر: 72] وما خاطب الله النبي عليه الصلاة والسلام باسمهِ أبَدًا، قال: يا عيسى، وقال: يا يحيى، وقال: يا زكريا، وليس في القرآن كلِّه كلمة محمد، وإنما يا أيها الرسول، ويا أيها النبي، وهذا لِعُلُوِّ مقام النبي عليه الصلاة والسلام. لقد جاء النبي الحياة، ليقدَّس الوُجود كلَّه، ويرعى قَضِيَّة الإنسان، وهيَّـأهُ ليتفوق فوق الجميع، فكان هو بين الجميع، دخل عليه أحدهم فأصابتهُ رعدة فقال: ((هون عليك فإني ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة)) [ ابن ماجه عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ] وحينما كان طِفْلاً صغيرًا دعاهُ أترابُهُ للَّهْو فقال كلمة رائِعَة:" لم أُخْلَق لِهذا" حينما جاءَتْهُ رِسالة الهُدى وحُمِّل أمانة التَّبْليغ دَعَتْهُ السيِّدة خديجة لأخْذ قِسْط من الراحة فقال لها: " لقد انْقضى عهد النَّوم يا خديجة " وحينما دانَت له الجزيرة العَرَبِيَّة مِن أقْصاها إلى أقْصاها صَعِدَ المِنْبَر فقال: " مَن كنت جَلَدْتُ له ظَهْرًا فهذا ظهري..." وربنا عز وجل أثنى عليه فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [سورة القلم: 4] يا رسول الله ما هذا الخُلق؟ فقال: " أدَّبني ربي فأحسن تاديبي". معرفة الرسول حقّ المعرفة : مرَّةً كنتُ في الحَرَم المَدَني عند رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وصَلَّيْتُ في المِحْراب الذي صلى فيه عليه الصلاة والسلام، وبكيتُ والله كثيرًا، ولكنَّهُ جاءني خاطِرٌ أضَعُهُ بين أيديكم: قلتُ لو أنَّ إنسانًا يحْمل أعلى شهادة في العالم، وله مكتَب فَخْم، وعنده آذِن لو جلَسَ هذا الآذن على كُرْسِيِّ العالم في غَيْبَته؛ فهل يعْلو مقام الآذِن ؟! أما إذا درس هذا الآذن الشهادة الإعداديَّة والثانوية والليسانس والماجستير والدكتوراه فإنه يرْقى. مُلَخَّص هذه الكلمة وهذا هو مِحْوَرُها ؛ جميلٌ جدًا أن نَمْدَحَ النبي عليه الصلاة والسلام، وجميل جدًا أن نَطْرَبَ بِسَجاياه، وأن نُثني عليه، ولكنَّ الأجْمَل من ذلك أن نتَّبِعَ سُنَّتَهُ ونُطَبِّقَها في بُيوتِنا، وأن يكون عملنا إسلامِيًّا، وتَرْبِيَةُ أولادنا إسلاميَّة، وأن تكون فتياتنا وأزواجنا مُحَجَّبات وصالحات، وأن نتعامل وِفْق منهَج الله، عندها لا يُعَذِّبُنا الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾ [ سورة الأنفال الآية: 33 ] فلما انتَقَل إلى الرفيق الأعلى، أصبح معنى الآية: ما دامتْ يا محمَّد سُنَّتُك فيهم هُم في بَحْبوحة من العذاب، وفي مَأمَنٍ منه. المَفْروض أن نُراجِع أنفسَنا، إذا دخل النبي إلى بيْتِهِ ماذا يَفْعَل ؟ وكيف يُعامِل زَوْجته ؟ وكيف يُرَبِّي أولاده ؟ وكيف يبيعُ ويَشْتري ؟ وكيف يَمْزَح ؟ وكيف يَحْزَن ؟ وكيف يُسافر ويُقيم ؟ مرَّة ثانِيَة أقول: جميل جدًا أن نَحْتَفِلَ بِمَوْلد النبي عليه الصلاة والسلام لأنَّ الله عز وجل يقول: ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ ﴾ [ سورة المؤمنون الآية :69] يَحُضُّنا على معرفة رسول الله ، المهمّ أن نعْرِف رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. معرفة سنَّة النبي فرض عيْن على كُل مسلِم : النقطة الثانية، قال تعالى: ﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ [ سورة هود الآية : 120 ] إذا كان النبي على عُلُوِّ مقامِهِ وهو سيِّدُ الخَلق يزْدادُ قلبُهُ ثُبوتًا ويقينًا إذا سَمِعَ قِصَّة نبِيٍّ آخر فكيف بنا ونحن في آخر الزمان ؟ كيف بنا إذا استمعنا إلى قِصَّة النبي عليه الصلاة والسلام؟ والتحدَّث عن النبي جزءٌ من الدِّين، وأن نعرفهُ صلى الله عليه وسلَّم جزء من الدِّين، وأن نقرأ أحاديثه وسيرتَهُ عليه الصلاة والسلام جزء من الدِّين، بل إنِّي أقول وأنا متأكِّد مِمَّا أقول: إنّ معرفة سنَّة النبي عليه الصلاة والسلام فرض عيْن على كُل مسلِم، فكُل واحِدٍ منكم مهما كانت هوِيَّتُه، أو دراسَتُه، أو عملُه، مَفْروض عليه أن يعرف سنَّة النبي، ولأنّ الآية الكريمة: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [سورة الحشر: 7] كيف تُطَبَّق وكيف نأخذ بها إن لم نعرِف سُنَّة النبي وسيرتَهُ؟ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ [سورة الأحزاب: 21] كيف يكون النبي أُسْوَة حسَنة إن لم نعْرِف سيرتَهُ؟ يجب أن نعْكِف طوال العام على دراسة سنَّتِه وسيرتِه صلى الله عليه وسلم، بيْتٌ منعَدِمة فيه كتب السيرة والأحاديث بيتٌ أشقِياءٌ أهْلُهُ، رياض الصالحين كتاب فيه أحاديث صحيحة، وهو مُبسَّط، والاحْتِفال بِعيد المَوْلِد ليس في ربيع الأول وليس في ربيع الثاني؛ إنَّما في كلّ أشهر العام لأنَّ النبي سيِّد الأنام وقدوَتُنا. الاستِجابة إلى النبي اسْتِجابة حُكْمِيَّة إلى الله عز وجل : الشيء الدقيق أنَّك إن قرأْتَ سيرتَهُ وطبَّقْتها كنتَ مِمَّن قبلهم الله عز وجل، والدليل: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة القصص: 50] عدَّ الله تعالى الاستِجابة إلى النبي اسْتِجابة حُكْمِيَّة إلى الله عز وجل، وقال تعالى: ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [ سورة التوبة : 62] إرْضاء النبي عَيْنُ إرْضاء الله، وإرْضاء الله عَينُ إرْضاء النبي. أنْ نَجْتَمِع وأن نطرب بِمَديح رسول الله هذا جزءٌ من الدِّين وليس بِدْعَة، البِدْعَة أن نقول كلامًا عن النبي لا يليق، وأن تقوم المنكرات في هذه الاحتِفالات، وأن نحرف بما لا نعرف، أما أن نتحدَّث عن رسول الله وسيرتِهِ وفضائِلِه وأن يكون قدْوَةً لنا فهذا مِن صُلب الدِّين. جدِّد السَّفينة فإنَّ البَحْر عميق، أخْلِص النِيَّة فإنّ الناقِد بصير، وخفِّف الأثقال فإنَّ في الطريق عقبةً كؤوداً لا يجْتازُها إلا المُخِفُّون، وأكثر الزاد فإنَّ السَّفر بعيد، قال تعالى: ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ﴾ [سورة النجم : 59] وقال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [سورة الملك : 2] القضِيَّة ليس مِزاجِيَّة، أو أنا أُلقي السَّمْع أو لا، القضِيَّة أكبر من ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: (( يُحْشَر الناسُ حفاة عراة غُرْلا '، قالت عائشةُ، فقلت : الرجالُ والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : الأمرُ أشد من أن يُهِمَّهم ذلك )) [أخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن عائشة أم المؤمنين ] هل يوجد مِنَّا أحد لا يُغادِرُ الدنيا؟ لذلك ذُخْرنا وزادنا أن نعرف سنَّة نبيِّنا. من أحبّ الله اتبع سنة نبيه : آخر شيء في هذه الكلمة: ربُّنا جل جلاله لم يقبل دَعوى محبَّتِهِ إلا باتِّباع سنَّة نبيِّه، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [سورة آل عمران : 31] فإذا قال الإنسان: أنا أُحب الله ولم يتَّبع سنَّة النبي عليه الصلاة والسلام فهو مجنون ويكذب: تعصي الإله وأنت تُظهر حُبَّهُ ذاك لَعمري في المقال شنيع لو كان حبُّك صادقًا لأطَعــــته إنّ المحب لِمَن يحِبُّ مُطيـــعُ *** وقال: إلى متى وأنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدَّمت مسؤول *** فـلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنـــــــا ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــا ولو ذقت مـن طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــــا * * * ولو نسمت من قربنا لك نسمة لمــــت غريباً واشتياقاً لقربنــــــــــــــــا ولـو لاحَ مِن أنوارنا لك لائــــــــــِحٌ تـركْتَ جميع الكائنات لأجلـنــــــــــــــــا فـما حُبُّنا سـَهْـــــل وكل مـن ادَّعى سـُهولته قـلنا لـه قـد جهلتنـــــــــــــــــا فأيْسَرُ ما في الحبّ للصبِّ قَتْلُهُ وأصعب من قَتْل الفتى يومَ هجرنا *** و قال: عندي لك الصُّلْحُ وهو بِري وعنـــــدك السَّيف والسِّنان ترضى بأنْ تنقضي الليالي وما انقَضـَتْ حرْبُك العَوان فاستح من كاتــــــــــــب كريم يُحصى به الفعل واللِّسان فاستح من شيبــــــــــةٍ تراها في النـار مَسجونة تُهــانُ *** أرجو الله تعالى أن نُشَمِّر، وأن ننطلق بِقِراءة السيرة والسنة والاقْتِداء به، فإذا فَعَلْنا ذلك نكون حقًّا احْتَفَلْنا بالنبي علي الصلاة والسلام، أما إذا كان الأمر خلاف ذلك فلن نرقى. منتديات القوميون الجدد | |
|