خطا النظام العربي خطوة تاريخية باتجاه تحقيق غاياته القومية ,65عاماً مرَّت على حدث عاش ثلاث سنوات ونصف ، ففى مثل هذا اليوم وقع الرئيس جمال عبد الناصر نيابة عن مصر والرئيس شكرى القوتلي بالنيابة عن سورية اتفاقية الوحدة لتأتي ذكرى الوحدة المصرية – السورية والوطن العربي يعيش مخاض تغيير جذري على كافة المحاور. لم تكن الوحدة عفوية وغير مدروسة، اذ جائت تتويجا للتفاعلات التي تواصلت بين سورية ومصر منذ التقى صنّاع قرارهما على رفض حلف بغداد في ربيع 1955. وفي عام 1957 سارع عبد الناصر بإرسال قوات عسكرية مصرية الى سورية كي تشارك في ردع عدوان تركي محتمل عليها، فقد شكلت الوحدة منعطفاً تاريخياً لمسيرة الأمة العربيه نحو مستقبل افضل واكدت قدرة وثقة الانسان العربي بنفسه على صنع غد مشرق وانه قادر على بناء دولته الموحدة . حيث كانت الشعوب العربية تنتظر هذا الحدث بفارغ الصبر رغم محاولات الكثير من حكوماتها الرجعية ولاسيما (آل سعود) لوأد أي عمل وحدوي أو تضامني يوصل العرب إلى بر الأمان ويحقق لهم وحدتهم وكرامتهم ويجعلهم أمة مرموقة بين الأمم
وقد عبر الرئيس جمال عبد الناصر في الكثير من خطاباته عن دور هؤلاء الرجعيين وعن تآمرهم ضد العرب والعروبة لم تقف هذه القوى عند هذا الحد بل عملت على محاربة هذه الوحدة بكل قوتها حيث استغلت العديد من الأخطاء التي ارتكبها بعض المسؤولين كما ساعدها في تحقيق ذلك عدد من الانفصاليين الذين لم ترق لهم هذه الوحدة إلى أن نجحوا عبر انقلاب عسكري في الثامن والعشرين من أيلول سبتمبر عام 1961 بإعلان الانفصال بين سورية ومصر وحل دولة الوحدة ونهاية الحلم العربي الأكبر .. حتى أن العدو الصهيوني كان أول المتضررين من اجتماع بلدين محوريين لتكوين كيان واحد حيث قال حينها بن غوريون أول رئيس وزراء صهيوني بأن “عظمة إسرائيل ليس في قنبلتها الذرية ولا ترسانتها المسلحة لكنها تكمن في انهيار ثلاث دول هي مصر والعراق وسورية” فالتاريخ يعيد نفسه وها هي نفس القوى الرجعية التي تآمرت على الوحدة في السابق تتآمر اليوم على كل من سورية ومصر وعلى جيشهما في إطار انهاكهما واستنزافهما لضرب أي محاولة لتحييد خطرهما عن العدو.
بقلم : فراس حيدر