الصلابي كان أول الناصحين لإخوانه الذين تحالفوا مع الشيطان للوصول إلي السلطة بفتح حوار مع أنصار الفاتح ، لكن تنظيم الإخوان المسلمين و المقاتلة في ليبيا إنتظر خمسة سنوات ليبادر إلي فتح قنوات إتصال مع أنصار الفاتح .
فما الذي إستجدى حتى حول هؤلاء المنافقين من إتجاههم و توجهاتهم ؟
الحقيقة أن التغيرات الإقليمية و الدولية هي من كانت راء هذه المناورة المكشوفة الأهداف و الأساليب ، و لكن الحقيقة الأخرى المُغيبة و المتمثلة في الفشل الدريع في التسيير الذي مُني به هؤلاء على جميع الأصعدة السياسية الأمنية و الإقتصادية و الإجتماعية تبقى حقيقة ثابثة مهما حاولوا تغطية الشمس بالغربال ، و لتبقى الحقيقة الثالثة و المتمثلة في إصرار و بقاء أنصار الفاتح علي العهد حقيقة غير مؤثرة في قرار هؤلاء المنافقين .
يمكن التعامل مع هذه المبادرة بطريقتين :
الطريقة الأولى : سياسة الرئيس التونسي الراحل " لحبيب بورقيبة " سياسة خد و طالب و هي نجحت إلي حد ما في تونس بفضل التلاحم الشعبي و الإصرار و الإرادة السياسية التي كانت موجودة أنذاك بقوة لذى صانعي القرار ، لكن في الحالة الليبية نحتاج إلي فهم و معرفة سقف التنازلات التي يمكن أن ينزلها حكام طرابلس الحقيقيين " المقاتلة " بغض النظر عن حسن النوايا فهم مستعدون لرفع بعض الظيم و الظلم و لإطلاق بعض السجناء كمقدمة لتجسيد طريق المرحلة القادمة و لكن عندما يضعون خط أحمر لعودة " آل القدافي " السياسية و المقصود هنا تحديدا عودة المهندس " سيف الإسلام القدافي " إلي ممارسة السياسة خاصة بعد رفع المحكمة الدولية عليه ما تسميه حق المتابعة القضائية فإننا نكون أمام جدار الصد الأول الذي لن يؤدى إلي نتيجة مقبولة للطرفين فإذا ما تجاوزناه أمكننا تجاوز غيره و إلا فالبقاء خارج اللعبة أفضل .
الطريقة الثانية : عدم الذهاب فرادا لمناقشة و محاورة هؤلاء اللاعبون علي إنفراد لأنهم أقدرعلي الضغط و المناورة و الخداع و معهم كل اللاعبون الدوليين و الأقلميين و بالتالي الأفضل إطالة أمد اللعبة لأن مواصلة طريق الفشل صار يهدد وجودهم و إنساجمهم و تحالفتهم الداخلية و صار لزاما التحالف مع القوى الأخرى الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .لهم إلي حين بروز وضع سياسي آخر يفضى إلي إجراء إنتخابات حرة و نزيهة تكون فيها القول الحسم و الغلبة الساحقة لأنصار الفاتح .
أما الخيار القائل بعدم محاولة الذهاب أصلا إلي طاولة الحوار و المفاوضات فيحتاج إلي بدائل أخرى تكون مُعدة مسبقا على الأرض ، فلم يعد ممكنا مواصلة إستخدام أسلوب السلبية بطعم الجبن في هكذا تحولات سياسية بارزة و لا يُعقل أن نناضل و نكافح من أجل إطلاق سراح الدكتور " سيف الإسلام القدافي " دون أن نُعد العدة لتسهيل و تيسير عودته ، و لنا عبرة في نضال شعب جنوب إفريقيا فهو لم يكتفى بالمطالبة بإطلاق سراح الزعيم " نيلسون مانديلا " بل راح يعد العدة و من داخل الأرض لترسيخ تكلم العودة و تحويلها إلى أفعال .
عموما .. من يرد المصالحة إما أنه يكون في قمة قوته و مجده و إما أنه يكون في قمة ضعفه و تراجعه و لكم الحكم في ذلك .