الليبيون من شرائح عديدة يتظاهرون بكل مدن ليبيا احتفالا بذكرى ثورة الفاتح الت47،،، لماذا؟
ألم يسمعوا بأن ثورة أخرى قد حدثت في 17 فبراير 2011؟ لماذا لم يحتفلوا بها؟ لماذا يخرج الليبيون للاحتفال بثورة مات رموزها وتقبع قياداتها داخل المعتقلات وفي المهجر وتحت التراب؟ ولماذا يقاطعون رموز ثورة 2011 التي أيدها العالم ويستذكرون قيادات ثورة سبتمبر التي حاربها كل العالم؟
اذهبوا إلى الليبيين واسألوهم وسوف تحصلون على الجواب،،،
سيحدثونك عن أمان مفقود،،،
وكرامة مهدورة،،،
وسيادة مسلوبة،،،
ودولة هدمها التخريب حتى انهارت على رؤوس ساكنيها،،،
وثروات مستنزفة مستباحة من قبل اللصوص والمغامرين،،،
سيحدثونك عن بلد غني منكوب،،،
وآثار يبيعها اللصوص في مزادات افتراضية وعلى صفحات الانترنت،،،،،،
وتاريخ منهوب،،،
سيحدثونك عن الهامات المرفوعة والمعنى الحقيقي للكبرياء الوطني وعن كيفية فرض احترام شعوب صغيرة لنفسها في محافل الأمم،،،
لذلك خرج الليبيون بالآلاف يوم أمس،،،
ولذلك لم يخرجوا في ذكرى 17 فبراير،،،
ومن يدري فقط يتصاعد ردّ فعل الناس على ما يعيشون فيه من مآسي وهوان ومذلة،،،
أمر آخر في غاية الأهمية،،،
كان كثيرون من قبل يقولون أن الشعور بالمرارة والتهميش يقتصر على الجنوب،،،
لكن الليبيين يتظاهرون اليوم مع سبتمبر في كل المدن في الشرق والغرب والجنوب،،،
ليبيا سوف تظل واحدة وهذا لا شك فيه، ستبقى موحدة ما دام هناك أمل وألم ومعاناة،،،
ليبيا في قلوبنا وعقولنا واحدة وإن انقسمت إلى غالب ومغلوب،،،
الفارق بين ثورة الفاتح وفتنة فبراير، أن الفاتح وحدت الليبيين وأخرجتهم من القمقم، وفبراير قسّمتهم وحولتهم إلى أعداء متقاتلين متباغضين وأدخلتهم قمقم الدماء وانحدرت بهم إلى الحضيض في كل شيء،،،
بقلم االدكتور بشير صالح