فتنة حماس
بقلم الكاتبة .... امانى ابراهيم
ضلوا طريقهم إلى القدس واختصروا القضية الفلسطينية في قطاع غزة، وبدلا من إعداد العدة لمواجهة الاحتلال، تتحول القضية الفلسطينية إلى مسرحية للعب بالنار وبأيدي اهلها ويدفع ثمنها مئات الأبرياء الفلسطينيين لا ذنب سوى انهم تحت الاحتلال وتحكمهم عصابة حمساوية متطرفة تختبئ في بيوت المدنيين العزل وتتخذ من بيوتهم قواعد لإطلاق الصواريخ، وتتخذهم دروعا بشرية، وتهدر المال والقوة في مسلسل دامي بدلا من الحوار والتفاوض واستغلال نقاط القوة لديها والضعف لدي العدو.. وفي الوقت نفسه يناشدون نخوة العرب والجيش المصري تحديدا لتزداد المنطقة العربية ضعفا من وطأة ما تتعرض له من مؤامرات .
أتعلمون من هو الجيش المصري؟
هو ذلك الجيش الوطني الذي حمل على عاتقه عبء القضية الفلسطينية والدفاع عنها ودفع أبناؤه الشرفاء ثمنا غاليا في الدفاع عن الوطن والقضايا العربية وتحمل ما لا يتحمله أحد من انتقادات واتهامات، وبدلا من تقوية شوكته وقوة عزيمته ودعمه لمساندة قضيتهم التي من المفترض ان يتحمل عبئها كل الجيوش العربية، كان
جزاؤه التطاول علي سجله المشرف في الدفاع عن قضايانا القومية!
ودعوني أتساءل: لماذا لا يتخلي الفلسطينيون عن ضعفهم ويخرجون إلى الشوارع تنديدا بتجاوزات حركة حماس المتطرفة التي لا تخدم قضيتهم بل تزيدها تعقيدا؟ ولماذا لا يقاوم الفلسطينيون كما قاوم المصريون في كل ثوراتهم يدا واحدة بدءا من مقاومة الاحتلال وحتي رفضهم حكم الاخوان ًومرشدهم؟
وهل يمكن للمصريين نسيان مؤامرة حماس علي وطنهم ونشر الفوضى والإرهاب واغتيال جنودنا في مذبحة رفح في نهار رمضان أحد الأشهر الحرم؟ وكيف يمكن نسيان مؤامرة اقتحام السجون وقتلهم للجنود والسجناء واطلاق سراح إرهابيين خانوا الوطن؟ وكيف يمكن ان يتناسوا اربع سنوات عاشوا فيها اصعب لحظات الارهاب والعنف وانهيار لوطن قدم أبناءه فداء لفلسطين في حروب متتالية دفاعا عن الحقوق العربية .
إن الفتنة التي أشعلها الإخوان المسلمين داخل مصر وتسببوا في تناحر المصريين تحت شعارات طائفية وسياسية، هي نفس الفتنة التي أشعلتها حماس مع اهلها في فلسطين، وذلك كله علي حساب أماني هذا الشعب .
الآن تتحدث الصحافة الدولية عن شراكة بين أطراف التطرف في المنطقة وان من يخطط لتقليص دور السلطة الفلسطينية هم المتطرفون في غزة وفي مقدمتهم حركة حماس الذراع العسكرية للإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط واصبحت حماس هي المسمار في نعش القضية الفلسطينية بل والشعب الفلسطيني نفسه، لأنها تنفذ مخططاتها بدماء الفلسطينيين العزل وهي تتحرك مرة اخرى بعد فشلها في مصر وفشل سيطرة الحركات الاسلامية المتطرفة علي المنطقة .
ولا يمكن ان ننكر ان هناك فئة داخل حماس ترفض ذلك وهي فئة وطنية ولكن سيطرة المتطرفين هي الأقوى وصوتهم هو الاعلي وهم لا يقومون للأمور وزنا، فلا تزال كتائب القسام تصعد اطلاق صواريخها على المدن الاسرائيلية ولا ينكر أحد ابدا حق الفلسطينيين في المقاومة ولكن منطق العقل يدعو إلى حساب الأمور بدقة في أسلوب المقاومة.. والتساؤل هنا هل أخطأ الفلسطينيون في مقاومتهم؟؟؟
إن مقاومة اي احتلال هو شرف لأي شعب إلا أنها يجب ألا تكون على حساب دماء الأبرياء، فقد كانت الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 تعبر عن جميع حركات المقاومة الفلسطينية ومنها حركة حماس التي خرجت عن الإجماع الوطني بانكشاف مخططاتها الخائنة للقضية وللوطن العربي .
كانت مصر وما زالت الأمينة على القضية الفلسطينية وتشارك فلسطين حدودها والتزمت مصر كدولة كبري في المنطقة، بحل القضية الفلسطينية واجراء المشاورات مع الإسرائيليين من اجل عملية السلام والتي بدأها من قبل الرئيس الراحل انور السادات واتهمه الفلسطينيون بالخيانة !! بينما قتلت حماس الكثير من الفلسطينيين بخيانتها لشعبها وتشريدهم وبثوا سمومهم في مصر.. إن على الفلسطينيين تحمل عواقب الاحتلال والدفاع عن وطنهم لتحقيق استقلاله، كما حققته كثير من الدول، وعليهم الاستفادة من تجربة كفاح الشعب الجزائري، وتضحياته ووحدة أبنائه في مواجهة المستعمر .
لن يشمت المصريون يوما في دم احد من العرب او المسلمين خاصة الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من الاحتلال ولكن من حقنا ان نوضح الصورة ليعلم الفلسطينيون انهم يقتلون من غارات اسرائيل وبأيدي فلسطينية أيضاً وانه من حقنا كمصريين حماية انفسنا من المؤامرات الإرهابية المدبرة من حركة حماس ضد الشعب المصري وجيشه، وسيأتي اليوم الذي تكشف فيه الحقائق ليعرف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، من باع دماء شعبه، ومن سعي لوقف نزيف الدم واسترداد حقوقه؟
منتديات القوميون الجدد